كيف يعمل الصندوق الأسود داخل الطائرة؟
الصندوق الأسود هو الشاهد العدل والوحيد على تحطم الطائرة والأسباب التي تقف وراء ذلك، ويتكون من مسجلين أحدهما نظري والآخر رقمي، وهما متشابهان في المظهر الخارجي ومختلفان في التركيب من الداخل .
بخصوص مقاييس الصندوقين، يبلغ الطول 20 بوصة والعرض 5 بوصات والارتفاع 7 بوصات، ويكون في ذيل الطائرة لزيادة الحماية. سمي بالصندوق الأسود لارتباطه بالكوارث الجوية وحوادث تحطم الطائرة وهو في الحقيقة صندوق ذو لون برتقالي، والصندوق يسجل كل كبيرة وصغيرة داخل الطائرة من ارتفاع الطائرة وسرعة الهواء والاتجاه البوصلي والزمني والتسارع العمودي.
والصندوق الأسود الذي يسجل بيانات الطائرة قادر على تسجيل ما لا يقل عن 17 نوعاً من المعلومات، وبعد تطور المسجلات النظرية والرقمية تستطيع تسجيل ما لا يقل عن 100 نوع من المعلومات في وقت واحد، وذلك عن طريق تلقي المعلومات عن طريق أجهزة التحسس للمعلومات الموجودة بداخلها من سرعة الرياح والارتفاع والبوصلة والساعة الزمنية ودرجة الحرارة خارج الطائرة ووضع الطائرة في الجو، وكل هذا يرتبط بإبرة تسجيل تقوم بتسجيل كل الضغوط الواقعة والطارئة وهي مثل إبرة رسم تخطيط القلب.
ويتوافر بالصندوق الأسود تقنية متقدمة، فهو الدليل الوحيد الذي يزود المحققين بالمعلومات المطلوبة بعد تحطم الطائرة والواجب توافرها بعد الحادث لمعرفة أسباب وقوع الكارثة وهو أغلى قطعة في الطائرة
ويشمل المواصفات التالية:
ذو لون برتقالي ومغطى بأشرطة عاكسة للضوء، يقاوم حرارة تصل إلى 1100 درجة مئوية يطلقها لهب مغذي بالوقود لمدة 30 دقيقة، والصناديق مصنوعة من التيتانيوم فهي تقاوم اختراق قضيب من الفولاذ وزنه ربع طن يسقط من ارتفاع 3 أمتار، ويقوم الاهتزاز الارتجاجي بالحفاظ على المعلومات المسجلة وعدم فقدانها.
ويحتوي على مرشد لاسلكي لتحديد موقعه تحت الماء ويطلق ذبذبات ضوئية عالية التردد 37.4 كيلو هيرتز عند مساس المياه والثلوج الكثيفة والرطبة، وذلك عند خروجه من ذيل الطائرة، ويمكن تمييز تلك الإشارة من على بعد 2.5 ميل وعلى عمق 20ألف قدم تحت الماء ولمدة 30 يوما متواصلة، وفيه شريط تسجيل المعلومات جيد النوعية بعرض ربع بوصة وله قابلية تسجيل مستمرة لمدة 25 ساعة متواصلة يعود التسجيل من جديد بعد انتهاء المدة، وذلك فوق المعلومات القديمة وهي تمسح تلقائياً.
كما يوجد صندوق آخر في كابينة قيادة الطائرة ويسجل آخر الأحداث التي أدت إلى تحطم الطائرة، وهي تعرّف المحققين بما إذا شعر الطيارون بوجود خلل قبيل تحطم الطائرة، وما هو نوعيته وتسمح بمقارنة المعلومات الموجودة في الصندوق الأسود مع مسجل قمرة القيادة، وهي تسجل مكالمات الملاحين منذ تشغيل الشبكة الكهربائية للطائرة وحتى توقفها عن العمل وذلك لمدة نصف ساعة وهي فترة قصيرة بالمقارنة بالصندوق الأسود، وهي تسجل أهم جزء وهو الجزء القريب جداً من الحدث.
وعن قدرات تسجيل صندوق كابينة القيادة، يقول خبراء تحقيق الحوادث، إنه يسجل كل ما يقع في مداها بما في ذلك تردد 400 ميغا هيرتز الصادرة عن الشبكة التي تبلغ قوتها 28 فولت وأصوات مراوح التبريد والاهتزازات الضعيفة.