كيف يكون التعبير عن المشاعر في الطفولة؟
التعبير عن المشاعر في مرحلة الطفولة لا يمكن قياسها بمقياس واحد، تنقسم إلى مستويات عدة حسب النقلات العمرية في مرحلة الطفولة فمثلا التعبير عن المشاعر في عمر 3 سنوات ليس مثله بالنسبة لطفل عمره 7 سنوات، الأمر يختلف كثيرا.
الطفل الرضيع
يعبر شعوره بالجوع بالبكاء ولا يحمل سوى البكاء كوسيلة للتعبير عن مشاعره، ثم يكبر قليلا فتبدأ تعابير وجهه تدل على شعوره، يمكن أن يحس بالفرح والحزن والخوف والجوع والعطش والنعاس في هذه الفترة وتستشف شعوره من خلال تعبير وجهه وبعد دخوله عمر العامين مثلا تجد أنه استطاع تطوير لغة معينة للتعبير عن مشاعره خصوصًا أنه أضيف له تعابير أخرى مثل الابتهاج والاندهاش والتعاطف والاستغراب وغيرها، مشاعره أصبحت معقدة أكثر بالتالي تحتاج للغة أكثر تطويرا.
الطفل بعد الثلاث سنوات
يكون قادرا على التعبير عن مشاعره ببساطة وسهولة وصدق ودون تعقيد وأيضًا يكون قادرا على التعبير بشكل أكثر عنفا قليلا وأنشط كثيرا، حيث يمكن أن يضربك للتعبير عن الحب، لا زالت لديه مشكلة في التمييز، في تلك الفترة يكون مستكشفا لردود أفعال البشر تجاه الناس فلا يعرف ما الذي يفرحهم وما الذي يؤذيهم، نجده مثلا يعبر بالحب فيُقبلك أو يحتضنك إذا أحبك وهكذا.
الطفل بعد الخمس سنوات
يكون قادرا على تطوير التعبير عن المشاعر لديه بصورة أكبر، وأذكر أنني حينما كنت أعمل مدرسا للصفوف الابتدائية كان العديد من الطلاب في الصف الأول حيث كانوا لا يتجاوزون عمر الست سنوات يحتضنونني بمجرد الدخول إلى الغرفة الدراسية كتعبير عن الابتهاج لا الحب، الحب كان له وسيلة تعبير أخرى وهي أن يرسمونني بأشكال عدة، بعضها لطيف وبعضها مضحك نوعا ما، أما البعض الآخر فكانوا يعاملونني بمزيد من الحب والفرح في نفس الوقت حيث كانوا يصرون أن أحملهم وألعب معهم وكانوا يتجمهرون حولي في الفُسحة ويشكلون حلقة ويقومون بضربي بشكل ليس عنيف وهم يضحكون وهذا كان يعني قمة الحب، كنت أتفهم هذا ولكن المشرفات كان يرونه نوع من الشغب يحتاج إلى الردع الفوري.