كيف يمكن التعامل مع الشخصيات المختلفة الموجودة في الاجتماع؟
من الأمور التي يعرفها أي شخص في موضع المسؤولية، وخصوصًا أولئك الذين يُسند إليهم مهمة إدارة الاجتماع بشكل دائم، أن وجود العديد من الأفراد، مع طرق تفكيرهم المختلفة، من أصعب الأمور التي يمكن أن تحدث. حيث يحدث أن تجد شخصًا متفائلًا مع شخصًا متشائمًا، في حضور شخص عاطفي يتأثر بأي شيء، يمكن لهذه الشخصيات أن تفشل في التأقلم سويًا أثناء الاجتماع، وتصبح إدارة الاجتماع صعبة، وقد يؤدي هذا الاختلاف إلى فشل الاجتماع في بعض الأحيان.
لذلك تطرق الكاتب “إدوارد دي بونو” لهذا الأمر، وقرر أن يقوم بتأليف كتاب يتحدث عن هذه الفكرة، ونجح في الوصول إلى نموذج سهل يمكن مساعدة أي شخص يحتاج إليه للتعامل مع الأنماط المختلفة للتفكير.
هذا النموذج يعرف باسم “القبعات الستة للتفكير” حيث يحاول هذا النموذج أن يضع الأشخاص في 6 أنماط مختلفة للتفكير، وتكمن أهمية النموذج في أنه يحاول توجيه الأفراد لفكرة أن يرتدوا سويًا كل قبعة بشكل متتالي، حيث يخبرهم مثلًا المسؤول عن إدارة الاجتماع بأننا الآن سنرتدي قبعة معينة، فيكون على كل الحضور التفكير طبقًا للون هذه القبعة، وهكذا حتى الانتهاء من جميع القبعات:
القبعة البيضاء: تعبر هذه القبعة عن التفكير الحيادي، والذي يعتمد على طرح الأرقام والمعلومات المؤكدة فقط، يمكن الاعتماد عليها في إدارة الاجتماع في البداية، حيث يطرح الشخص المسؤول ما لديه، ثم يبدأ الأفراد في إضافة المعلومات، أما غير المؤكد فيصبح محل للنقاش.
القبعة الحمراء: ترمز أكثر إلى التفكير العاطفي، حيث أن الفرد يعبر ويتكلم طبقًا لمشاعره وإحساسه فقط، دون أي حيادية أو اعتماد على معلومات.
القبعة السوداء: تعبر هذه القبعة عن التفكير السلبي، أو التفكير المتشائم، والذي يختص فقط بتوضيح مواطن الضعف في الفكرة التي يتم طرحها، أو النقاش الحادث بين الأفراد.
القبعة الصفراء: هي النقيض تمامًا للقبعة السوداء، حيث تعبر عن التفكير الإيجابي، والذي يختص فقط بتوضيح مواطن القوة في الفكرة.
القبعة الخضراء: تعبر هذه القبعة عن التفكير الإبداعي، ويحتاج إليها مسؤول إدارة الاجتماع حين يريد أن يحصل على أفكار إبداعية ومختلفة، سواء كحل لمشكلة معينة، أو الخروج باقتراحات جديدة ومميزة.
القبعة الزرقاء: تعبر هذه القبعة عن التفكير الشمولي في الأمور، وفي الغالب فإن هذه القبعة يرتديها المسؤول عن إدارة الاجتماع طوال الوقت، ويكون مرتدي القبعة الزرقاء هو المسؤول عن قيادة الأمور.
يتم استخدام هذه القبعات حين يبدأ الشخص المسؤول وهو مرتديًا القبعة الزرقاء، ويكون مسؤول عن توجيه الأفراد إلى أي قبعة واجب عليهم ارتدائها، فمثلًا يطلب منهم ارتداء القبعة البيضاء، فيكون التركيز فقط على طرح المعلومات والأرقام، وحين ينتهي الأفراد من هذا، يطلب منهم ارتداء القبعة الصفراء لكي يوضحوا النقاط الإيجابية في الفكرة التي يتم النقاش عليها، ثم يطلب منهم ارتداء القبعة السوداء لتحديد السلبيات في الفكرة، وحين ينتهي يطلب منهم ارتداء القبعة الخضراء، للخروج بأفكار إبداعية، وفي النهاية تأتي القبعة الحمراء، حتى يترك لديهم مشاعر جيدة عند ختام الاجتماع.
إدارة الاجتماع بالاعتماد على هذه القبعات يسهل على مسؤول الاجتماع توحيد الأفراد، بل والاستفادة من الاختلافات الموجودة لدى كل شخص منهم في تفكيره بهذه الطريقة، وتحسين الناتج الذي يريده من الاجتماع.