(كُل ما لزمَ الرحيلُ)
مرَّت هنا..
مرت على أعطافِ قلبي في ارتباك
فراشة رَاغَت على أَلَقِ اللَّهيبِ
غزالة رقصت على وجعِ الغناء وأتعبت أسرَ الشِباكِ
إلى المدى رَكَضَت على وقعِ الرصاص فأوجَعَت حتى العِراك
على بَقايا حاجزٍ سُئِلَت مِرارا عن هُويَّتِها فآلمها الحنينُ
رَنَت إلى الوَطَنِ الذي احتَرَقت بقاياهُ الأخيرة.. والمدى ظِلٌّ لمجزرةٍ ومأساةٍ تُحاك
وكل ما لزِمَ الرحيلُ حقيبةٌ.. وشهيقُ خُفٍّ أتعَبَتهُ الرِّيحُ..
مثلَ يَمامةٍ تَعَبى بَكَت أَسرَ الكمانِ هديلَهَا فبكى الشِراك
هَوَت على نَهرٍ تُهيئُ عُريَهَا حتَّى تُذوبَ بِهِ وتغسِلَ بَعضَ فِتنَتَهَا.. تُريحَ شُرودَهَا.. تَنسَى الجُنونَ
فَمَا رَأَت مَوتا يُظلُّ بَيَاضَها.. مَوتا يؤجِّلُها طويلا دون أن ينسى..
انتَشت.. خرجت لهُ بشهيق مرمرها ومرَّت في عويلِ الريحِ أغنيةٌ رثت حلما تهاوى عاريا فبكى مَلاك
………………..
مَضَت هُنَا بين الحرائقِ والرَّصاص تشد قامتها وتسمو للسَّنَا
مرَّت بقلبي من هنا
وهوت هُناك!
شاعر مصري