لا أستطيع أن أقول أحبك
لَمْ أَقُل “أُحِبُّكَ” منذ سِنين
لا أَستَطيعُ أَن أَفْعَل ذلِك، فَأَنا خائِفةٌ جِدًّا
أُحاوِل أَنْ أُهْمِل هذه “اللاّزِمَةْ
وأَهْمُس في نَفْسي: نَحْنُ “كائِناتٌ كاذِبَةْ”
شَراهَة اليَأس الذي لا يُفارِقُنا،
زَهْرَةٌ يابسةٌ في كِتابٍ مهمل…
شراشفُ بَيْضاء عَرْبَدَ بِها السّوسُ
وأَنْجَبَ مِنْها سوادًا، نَحْتاجُهُ حِداداً على الوَقْتِ،
الذي ركلنا بِعِنايَةْ، ثُمَّ رَحَلَ بدون عودةْ…
بِطاقَة معايدةٍ، تَنامُ في دُرْجٍ مكسور
كُتِبَ عَلى ظهرها:
“كونوا سُعَداء”
نحنُ!
كُلُّ هذا الشّغَف الوعر الذي يُقاوم ثُمّ يَزول…
أُحرِّر الأفكار وأَتْرُكها تُنْصِتُ إليْ،
أَبتَسمُ في وُجوهِ المارّة،
أَنْبُتُ شجَيْرَةَ تينٍ على حَوافّ سُرْعَتهم،
وَأُتَمْتِمُ:
“تُرَوّعُني هَرولتِكم، بَيْنما الحلم يتخمّر في البطء”،
أَتْرُكُ مَقعدي لمسنّ في القِطار
قَدْ أَبكيهِ سِرّاً فهو وحيد
وقَد يَكونُ جائعاً لعطرٍ تَبخَّرَ في الغيابْ…
أَعْتَني بِالعُشبِ وَبِالأرضْ،
بكلِّ تِلْكَ الكائِناتِ الحنونةْ
وأُقبِّل عيونهم كلّ صباحٍ، فالبصيرة يطيبُ
عيشها في خُضْرَةِ القُبَل…
أَخْلُقُ الكَثيرَ مِنَ التَّفاصيلِ، كَيْ لا أَرى أَبْوابَ العالَمِ الخَرِبَةْ
ولكِنّي لا أَسْتَطيعُ أَنْ أُديرَ مِفْتاحَ الشّجاعة لِأقول: أُحِبُّكْ
لَمْ أَسْقُطْ في دَوْرَةِ هذِهِ الكَلِمَةِ مُنْذُ سِنينْ
سَأَتْعَبُ ويُغْمى عَلَيَّ إِنْ تَجاهَلْتُ ذلِكْ،
وَ كَأَنَّ لا أَحَد يولَدُ ويَموتُ مَعِيَ في هذا العالَمْ
لا أَحد يَبكي وَيضحكُ معي في نفسِ الوَقْتْ
لا أَحَد يَتَوَدَّدُ لِوَشوشةِ طريقِ القلب…
ياهْ!
أَنا مُنتبهة لِكُلِّ هذا الخَوْفِ كرقّاص السّاعة ذاك،
أَرْتَجِفُ في صوْتي وأَتَجَنّب النّهاية المصَغّرةْ
كلّ الذي أَشْعُرُ بِهِ، مُكَرَّساً تَماماً لِلدِّقَّة والرَّمادْ
كُلُّ الذينَ يُحيطونَ بيْ،
يقفونَ عند كشك السّجائر،
ينْصتونَ إِليَّ وَيحْتَرقون
إِنّهم مثلي يتجَوّلونَ في تلك الحربِ اليَوْمِيّة:
“لا أَستطيعُ أَن أَقول: أُحِبُّكْ”.