(لا شيء يُوجِعُني)

(لا شيء يُوجِعُني)

(لا شيء يُوجِعُني)

لا شَيءَ يوجعني بدربِ غيابِها..
سأُعيدُ تشكيلَ المساءاتِ البعيدةَ ثم أنسَى كيف مَرَّت من هُنَاك إلى هُنَاكَ
كما الفراشةُ شاغَلَتني بالرفيفِ وبالعبيرِ وغادَرت..
لا شيءَ يُوجِعُني..
سأنسى وَجهَها هذا المساءَ.. أعيدُ ترتيبَ التفاصيلِ التي وُسِمَت بها..
يدُها الصغيرةُ في ذراعي وارتعاش شفاهِها في قبلة الحب السريعةِ حين نعبُرُ بالطَّريقِ..
حريرُ كفَّيها يُبعثِرُ نَرجِساً وسنونواتٍ لا تكفُّ عن الغناءِ
وما تبقَّى من حقولِ البُنِّ عابقةً بفستانٍ نضَتهُ عن الربيعِ لتتَّقِد
والنورسانِ الأبيضانِ..
الوردةُ الوسطى يُراوِدُها العبيرُ
الصمتُ إن يبكي الحريرُ
شُرودُها عند الوداعِ.. وما تبقَّى من نِثار العطر فوق الريحِ..
يحملهُ الهواءُ إليَّ كي أمضي إلى أفقٍ بعيد
ثم أُصغِي لِلَّذي همَسَت بهِ فوق الرصيفِ «تُرى ستنساني؟» وأبسِمُ من مُفَارَقةِ الوُعودِ جميعها..
لا سرَّ عندي تحت جنحِ الليلِ «إلا خيبتي وغيابها»
سأعدُّ أضواء النيون.. أسيرُ لِلمقهى الذي انكمشت بهِ في ساعديَّ كقطةٍ
وأمرُّ تحت الفندق الشتويِّ أدفأ عاشِقَيْنِ بسِرِّهِ
حتى انتشى الوردُ المطلُّ عليهِما
لا برقَ في جَسَدي أمام الليلِ.. مُطفأةٌ تفاصيلُ الكواكبِ كلها والعابرون كما الهباء..
لا شيء يُوجِعُني
سأنسى كُلَّ ما رَمَت الحقولُ من اخضرارٍ فوقَ عينيها وأنسىَ قُبلَةَ الرِّيحِ التي لم تَغفُ يوماً دُونَها
أنسَى الفَرَاشَةَ والرَّفيفَ ووعدَهَا ودموعَهَا
وأعيدُ ترتيبَ التفاصيلِ الحميمةِ ثم أنسى وجهَهَا حتى أفتّشَ عن بدائِلَ للمَسَاءْ
فربما ألقى سواها من تُصادِقني
وقد ألقى أساي موسِّداً روحي السماءْ!
٭ شاعر مصري مقيم في الإمارات

m2pack.biz