لعبة جودو العقلية التجارية المغامرة 2من اصل4
في خمسينيات القرن العشرين أجمعت الصحافة العامة والعلمية على أن اختراع الترانزيستور سوف يهز
الأساس التكنولوجي الأساس لصناعة الإلكترونيات، وأدرك الجميع بصورة فورية أنه كان في طريقه إلى
الحلول محل vacuum tube الأنبوب المهبطي، وخصوصاً في الإلكترونيات الخاصة بالمستهلكين. عرف
ذلك كل الناس، ولكن أحدا ً لم يحرك ساكنا ً في هذا الشأن ولا سيما في شركات جنرال إيليكتريك
General Electric و آر سي إيه RCA وسيلفانيا Sylvania وبقية عمالقة الإلكترونيات، والتي رفضت
الترانزيستور فوراً لأن مختبرات بيل Bell Labs قد اخترعته وهي خارجة ومنفصلة عن عرف وعادة
الصناعة الإلكترونية، ورأت أن من غير المفهوم حلول أي منتج بديل محل التفوق التكنولوجي المنيع الذي
يتمتع به الأنبوب المهبطي، إضافة إلى أنها لم تستطع أن تتصور كيف أن المواد الأولية العامة والرخيصة في
الترانزيستور يمكن أن تتفوق على جودة الأنبوب المهبطي الهندسية التي تحظى بتقدير عال : «رأت هذه
الشركات أن رقائق السيليكون مقارنة بالأنبوب المهبطي ذات درجة منخفضة إن لم تكن بالفعل أدنى من أن
تستخدم من قبلها» .
اغتنمت الشركة اليابانية قليلة الشهرة سوني Sony هذه الفرصة بعدئذ عن طريق شرائها امتيا ز الترانزيستور
من شركة إيه تي أند تي AT& T بمبلغ خمس وعشرين ألف دولار، ثم أنتجت ترانز يستور المذياع في أقل
من سنتين وهيمنت على السوق العالمية في غضون خمس سنين وذلك من خلال الربط بين التسويق الذكي
ومراقبة الجودة الشديدة وتحسين تصميم المنتجات (ولا سيما المصغرة منها).
أكد درگر على أن الترانزيستور لم يكن مثالاً منعزلا ً عن لعبة العقلية التجارية المغامرة، فقد استفاد اليابانيون
من تشبثهم بالرضى الذاتي عن أنفسهم ومن العادات السيئة جدا ً لدى صناع الإلكترونيات الأمريكيين
واستمروا في مفاجأتهم مکررين نجاحهم في مجال أجهزة المذياع والتلفاز والساعات الرقمية والحاسبات
المنزلية والناسخات والمسجلات .
كان صناع الكهربائيات الأمريكيون مذنبين في تأييد وهم الجودة، وكان إيمانهم بتفوق المنتج
قائماً على الوهم بأن الجودة هي ما يضعه المنتج وليس ما يدفع الزبون ثمنه،