1من اصل2
هل ينشد شبابنا التغيير ؟ هل ملّو فعلاً نمط الحياة الذي عاشوه طويلاً على مر السنين.. بل وثاروا عليه في 25 يناير 2011؟ هل حقاً في استطاعة شبابنا أن يغير وجه الحياة بمصر في السنوات القليلة المقبلة؟ هذه التساؤلات وغيرها فرضت نفسها على تفكيرى وأنا أتابع العديد من البرامج في خلال الشهر الماضي على الفضائيات التي تقدم نماذج لشباب مصر وتعرض بعض مشاكله… أول هذه البرامج برنامج “الستات ما يعرفوش يكدبوا” والذى استضاف ثلاث شابات نجحن في مسابقة تعيين المعلمين ضمن 30 ألف معلم على مستوى الجمهورية… المشكلة أنه تم تعيينهن في محافظات تبعد عن تلك التي يعشن فيها، مما يجعل عملهن في هذه المحافظات (من وجهة نظرهن) شيئاً مستحيلاً بالمرتب الذي لا يتعدى 1100 جنيه بعد الخصومات، ولكن… و “لكن” هذه مهمة جدا… “يمكنهن قبول التعيين إذا تم توفير سكن لهن، على نفقة وزارة التعليم طبعاً، وإذا تعهدت الوزارة كتابة بنقلهن بعد سنتين على الأكثر لمحافظاتهن الأم”!… وعندما سألتهن الإعلامية مفيدة شيحة: لماذا لم تفكر أي منهن في رفض الوظيفة والعمل بعيداً عن الحكومية كان الرد الصادم من إحداهن أنها بالفعل كانت تعمل مدرسة وبمرتب كبير إلا أن أملها طوال عمرها هو أن تعمل في الحكومة… وكان رد أخرى أن العمل في الحكومة مضمون ومعاشه مضمون… وطبعاً ما لم يُقل. ونعرفه جميعاً – أن العمل في القطاع الخاص يحتاج جهداً مستمراً يقوم على أساسه المعلم بصورة منتظمة وأن المرتب الكبير يعطى في مقابل التزام ومجهود كبير أيضاً – وهو فيما يبدو – ما لا يطيقه الكثير من شبابنا، فهم يريدون الوظيفة “الميرى” المضمونة في الحكومة، والتي مهما كان أداؤهم فيها متواضعا لا ين الاستغناء عنهم أو حتى تحجيم علاواتهم السنوية أو نقلهم.. ففور التعيين تتورط الحكومة في دفع المرتب والعلاوات الدورية وهى صاغرة… والأكثر كما في الحالة التي عرضت في البرنامج تشترط المدرسات الشابات على الوزارة نقلهن بعد تعيينهن إلى محافظاتهن،