لقطات ختامية الجدل الكبير حول تأثير الإعلام
5 من أصل 5
وقد أدى الرأي القائل بأن برامج التليفزيون تحثُّ على ارتكاب جرائم قتْل جماعية إلى تحوُّل في معيار البرهنة على أبحاث العلوم الاجتماعية. ففي ضوء تلك المزاعم النارية، فإن الدراسات التي يمكن النظر إليها ببساطة كأجزاء غير مكتملة من الصورة الأكبر، أصبح يُنظر إليها الآن باعتبارها تُعاني قصورًا فادحًا.
بيد أن الأمر لا يخلو من بعض المبالغة. فكتاب الباحث الفني ديفيد تريند “خرافة عنف الإعلام”
قد يقودنا عنوانه إلى الظن بأنه يعتقد أن المخاوف بشأن تأثير صور العنف في الإعلام محض خرافة (مغالطة). غير أن تريند يؤكِّد قائلًا “لقد أقنعتْني الأبحاثُ التي أجريتُها على مدار العَقْد الماضي أن صور العنف في الإعلام تسبِّب الكثير من الأضرار” فبدلًا من إنكار تأثير عنف الإعلام، يطالب تريند بإضفاء قدر من التوازُن والسياق على هذا الجدل. غير أن ما ينطوي عليه عنوان الكتاب من استقطاب، قد يؤدي، لسوء الحظ، إلى تقويض دقة أطروحته. فالرطانة المتزايدة الحِدَّة تحفِّز كلا الطرفين على مواجهة أحدهما الآخر بأسلحة مَشْحُوذة وعقول مُغْلَقة. والشقاق الناجم عن هذا الوضع له عواقب وخيمة على كلٍّ مِن الطلاب والجمهور العام.
بيد أن ثمة منطقة وسطًا بين الطرفين: فالباحثون في تأثيرات الإعلام يقدِّمون صورة دقيقة خاصة بعناصر متمايزة لمشكلة معقَّدة. فأنا أعتقد أن هناك دلائل قوية على أن الإعلام له تأثير فعلي على الجمهور في بعض الأحيان فالأفلام ليست أشياءَ خاملة؛ فهي تلعب دورًا مساعدًا في تشكيل بعض السلوكيات والأفكار لدى عدد كبير من الناس.
لكن بالإمكان تسليط الضوء على بعض الاستدراكات بخصوص هذا الزعم: تأثيرات الإعلام ليست كاسحة: عند القيام بتجميع إحصائي لنتائج الأبحاث في الدراسات المفردة، فإن التأثير المَقِيس (إن وُجد) يكون ضئيلًا للغاية.