لكل نجاح ثمن (2-1)
الحياة كلها عبارة عن مجموعة من الإختبارات، فى حالة اختيارك شيئاً ما، معنى ذلك أنك سوف تضحى بشئ آخر له مميزاته التى سوف تخسرها وأيضاً له عيوبه التى سوف تتجنبها، كما أن إختيارك له مميزاته وله عيوبه التى يجب عليك تقبلها. لو أخذنا مثال العمل؛ تستطيع أن تختار بين العمل الحر بما له من مميزات مثل الإستقلالية والعمل بحرية دون قيود أو مدير له تحكماته وساعات عمل مملة، أو تختار العمل فى شركة وتتمتع بما تقدمه لك من مميزات مثل الأجر الثابت بالإضافة إلى المميزات الأخرى التى تقدمها الشركات لموظفيها. الكثير منا يريد أن يكون واحداً من أولئك الناجحين الذين يتحدث التاريخ عن إنجازاتهم، وتملأ شاشات التلفاز صورهم، ولا تخلو جريدة من العناوين التى تتحدث عن ثروتهم، وعن الإنجازات التى قدموها للبشرية وربما أيضاً عن حياتهم المرفهة. واقع هذه الأحداث والأخبار والعناوين الرنانة علينا، ربما يدفعنا إلى ردود أفعال مختلفة؛ نجد من يصاب بالإحباط لما وصل إليه هؤلاء الناجحون من نجاحات ويتخيل أنه صعب عليه تحقيق مثلها، وآخر ينظر إلى الصورة النهائية لهؤلاء الناجحين ويتخيل حياتهم السعيدة ويتخيل نفسه مكان هؤلاء ويبدأ فى العمل على الوصول إلى ماوصلوا إليه ومع أول عقبة تجده يتراجع. هذا الشخص الذى أصيب بالإحباط عليه أن يفكر للحظة فيعدد المرات التى إختار فيها أن يكون شخصا محبط او لم يفكر أن يكون إيجابياً ولو مرة واحدة، هل الإحباط حقق شيئاً؟ هل تقدمت خطوة إلى الأمام؟ هل تعتقد أن الإحباط سوف يحقق لك شيئاً؟ إذا كانت إجابتك هى “لا” إذاً فماذا تنتظر لتأخذ خطوة إلى الأمام؟ إذا كنت تنتظر تلك اللحظة المناسبة التى سوف تغير حياتك رأساً على عقب فاعلم أن هذه اللحظة لن تأتى إذا لم تصنعها أنت.