وإذا لم ننظر إلى تلك الصفوة، بل إلى الاجتماعات كالمجالس النيابية التي يكونأعضاؤها في الغالب سائرين وراء مصالحهم الشخصية وحرصهم السياسي نرى أنه لاشأن للعقل في مقرراتهم، حتى إنهم لا يستمعون أحيانا إلى ما يمليه العقل من براهين،وهم لا يقترعون إلا على ما توحيه إليهم منافع أحزابهم، أو مآرب منتخبيهم.أجل، إنه يستشهد بالعقل في المجالس النيابية، غير أن العقل هو أقل العوامل تأثيرا
فيها، ويعلم نوادر الزعماء الذين يستطيعون أحيانا أن يغيروا اقتراع أحد الاجتماعاتالسياسيةأنهملايؤثرونبالمعقولفيالسامعين،بلبتحريكهممشاعرهؤلاء،ويستعينونعلى ذلك ببضع صيغ لها ما لآيات الدين من التأثير.