لماذا سافرت هذه الحمير من القاهرة إلى لندن؟
في احدى قاعات كاتدرائية سانت بول اللندنية (التي شهدت زواج الليدي ديانا والأمير تشارلز قبل ثلاثة وثلاثين عاما), اقام خمسة وعشرون فنانا مصريا معرضا لمنحوتات الحمير المرسومة والمنقوشة بالرموز وبالموضوعات السياسية والحياتية والتي كانت قد عرضت في شوارع وساحات القاهرة قبل أن تنتقل إلى لندن.
وقد أثار انتباه المارة في محطات قطارات الأنفاق في لندن ملصق المعرض الذي يحمل عبارة ” في السلام والرحمة ” باللغتين العربية والإنكليزية خاصة وان الحمار كحيوان لا يدخل كثيرا في موروثات هذا البلد ولا يحمل كثيرا من الرمزية, الا ان الأمر ليس كذلك بالتأكيد في مصر التي يتولى فيها هذا الحيوان مهمة النقل وحمل البضائع وجر العربات وينافس على الفضاءات والفراغات في شوارع القاهرة المزدحمة والمكتظة ويقف جنبا إلى جنب مع سيارات السوزوكي للحمل والباصات وسيارات الشحن.
بطل المعرض
أما عن اختيار الحمار كبطل لهذا المعرض الذي يحمل عنوان ” كرنفال للفنون” وتوكيله مهمة ايصال رسالة السلام والرحمة إلى العالم رغم انه لا يحظى بكثيرٍ من الاحترام على الصعيد الشعبي فالأمر يفسره الفنان رضا عبد الرحمن قائلا: “كنت اشعر دائما بوجود علاقة بين الحمار والمواطن المصري الذي هو دائما محطما وفقيرا ومهشما”. فيما تقول الفنانة كاريل حمصي: “انه اختيار موفق تماما لأن الحمار هو رمز للصبر والكفاح من أجل البقاء وهو حال اغلب المصريين”.
بقي ان نعرف ان المعرض قد حظي باقبال كبير ووصل عدد مرتاديه حوالي 120 ألف زائر وقد نقلت منحوتات الحمير بعد العرض إلى قاعة سوذبي اللندنية للمزادات وبيعت بحوالي 110 الف دولار امريكي وذهب ريعها لصالح الجمعيات المصرية التي تعنى بالفقراء والمحتاجين.