لماذا وقف ترامب وراء قرار مقاطعة قطر رغم نصيحة البنتاغون والخارجية
بدا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرتاحا لقرار دول الخليج الكبرى بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وهي الحليف الهام للولايات المتحدة، ما يضع علامات استفهام حول موافقته على هذه الخطوة رغم محاولات البنتاغون ووزارة الخارجية البقاء على الحياد.
لماذا أغضبت الإمارة الصغيرة قطر السعودية وحلفاءها…القصة الكاملة لأزمة الخليج الكبرى
وكان ترامب قد قال في تغريدة له في وقت سابق من اليوم: “خلال رحلتي الأخيرة إلى الشرق الأوسط، ذكرت أنه لا يمكن أن يكون هناك تمويل للأيديولوجية الراديكالية، وأشار القادة الحضور إلى قطر”.ثم قال في تغريدة تليها: “من الجيد جدا أن زيارتي للمملكة للقاء الملك السعودي وقادة 50 دولة بدأت تؤتي ثمارها…فقد أكدوا أنهم سيتخذون موقفا متشددا من تمويل الإرهاب”. ثم تابع قائلا “جميع الإشارات كانت تشير إلى قطر بدعمها للتطرف، ولعل هذا سيكون بداية النهاية لرعب الإرهاب”.
وبحسب تقرير أعدته “سي أن أن” الأمريكية، قد تشكل هذه التغريدة صعوبات بالنسبة للولايات المتحدة في شرح سبب بقائها في قطر، التي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية للبنتاغون في الشرق الأوسط، ولهذا السبب، قد تثير صراحة الرئيس شكوكا داخل وزارة الدفاع.
يقول المحللون أن تدخل ترامب بهذا الشكل يشكك في دور الولايات المتحدة كمحكم نزيه في المنطقة.
وقال إريك تراغر، مدير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: “سلط الضوء على العلاقة بين الولايات المتحدة وقطر باعتبارها استراتيجية، وأشار إلى أن قطر تستضيف قاعدة جوية رئيسية، وهو اليوم يتهمها بتمويل أيديولوجية راديكالية”. “السؤال هو لماذا؟ لماذا التغيير؟”. وأضاف “قد يخلق هذا التحول صعوبات للبنتاغون”. مشيراً إلى الصعوبات التي يمكن أن تواجهها المصالح الأمريكية في قطر.
واتهمت دول الخليج الثلاث ومصر قطر بدعم الإرهاب وزعزعة استقرار المنطقة، ويرجع ذلك جزئياً إلى علاقاتها بمنافستها إيران. كما قطعت اليمن وليبيا وجزر المالديف العلاقات مع قطر.
وقد يؤدي هذا الاتهام إلى تعطيل الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد “داعش”، خاصة وأن المركز الإقليمي الرئيسي للبعثات الجوية اليومية وتنسيق العمليات الجوية هو القاعد الجوية التابعة للجيش الأمريكي في قطر.
ولم يتضح بعد ما إذا كان الرئيس قد ناقش تغريدته مع إدارات الدولة أو الدفاع مسبقاً.
ورداً على سؤال حول الحصار المفروض على قطر في مؤتمر صحافي، عقده الإثنين في استراليا، قال وزير الدفاع جيمس ماتيس “لن تكون هناك أي انعكاسات من هذا الوضع المأساوي على الإطلاق”.
كما قلل وزير الخارجية ريكس تيلرسون، الذى كان يتحدث إلى جانب ماتيس، من احتمال حدوث تداعيات سلبية على الحرب ضد الإرهاب وحث الطرفين على البقاء موحدين. وقال “إننا بالتأكيد نشجع الأطراف على الجلوس معاً ومعالجة هذه الخلافات”.
وزير الخارجية الألماني عن أزمة قطر: “ترامبنة” المنطقة أمر خطير جدا
وبحسب “رويترز” فقد أثنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) اليوم الثلاثاء مجددا على قطر لاستضافتها قاعدة جوية مهمة للقوات الأمريكية و”التزامها الدائم بالأمن الإقليمي” وذلك رغم إشادة الرئيس دونالد ترامب بقرار عدد من الدول العربية قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة.
وقالت “رويترز” إن المديح أحدث مثالا على الحذر الذي ينتهجه المسؤولون الأمريكيون في الوقت الذي تثير فيه تغريدات ترامب تساؤلات بشأن السياسة الأمريكية الحالية وما يعقبها من تفسيرات مكتوبة بعناية. مضيفة أن المجازفة كبيرة في مسألة قطر. ففي قاعدة “العديد” الجوية ينتشر أكثر من 11 ألف فرد من الجيش الأمريكي وقوات التحالف وتتمركز بها أكثر من مئة طائرة.
ويقول الجيش إن من بين الأحد عشر ألفا يعمل ألف في مركز مشترك للعمليات الجوية يشرف على المهام في الحملات بالعراق وسوريا وأفغانستان.
وقال مسؤولون أمريكيون، أمس الاثنين، إن واشنطن ستحاول تهدئة الأجواء بين السعودية وقطر مؤكدين أن الدوحة مهمة للغاية للجيش الأمريكي.
لكن ترامب الذي خاض دون ترو في أسوأ شقاق بين دول عربية قوية خلال عقود، قال اليوم الثلاثاء إن جولته في الشرق الأوسط “تؤتي ثمارها” مع اتخاذ بلدان المنطقة نهجا جديدا صارما في اتهام قطر بتمويل جماعات متشددة.
وأحجم البنتاغون، الذي يسعى إلى النأي بنفسه عن الشؤون السياسية، عن قبول تأييد ترامب لعزلة قطر بثنائه الخاص بالتزام الدوحة بالأمن الإقليمي.
ورفض المتحدث باسم البنتاغون الكابتن جيف ديفيز تقديم تفسير واضح عندما سئل عن عدم التواصل مع ترامب.
وقال المتحدث “نواصل امتناننا للقطريين على دعمهم الثابت لتواجدنا والتزامهم الدائم بالأمن الإقليمي” مضيفا أن الولايات المتحدة لا تخطط لنقل قواتها من قطر.
وأعادت السفيرة الأمريكية في قطر دانا شيل سميث، نشر تغريدة نشرت في أكتوبر/ تشرين الأول، أثنت فيها على الشراكة الأمريكية مع قطر واستشهدت “بتقدم حقيقي لمكافحة تمويل الإرهاب”.
وقالت وزيرة سلاح الجو الأمريكي هيثر ويلسون للجنة بمجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء إنها لا تشعر بقلق بشأن القاعدة الجوية الأمريكية في قطر موضحة أن العمليات الأمريكية مستمرة دون أي تعطيل.
ورفض البنتاغون الرد على سؤال عما إذا كانت قطر تدعم الإرهاب، وهو اتهام وجهته لها دول خليجية ويبدو أنها تحظى الآن بدعم سياسي من الرئيسي الأمريكي.
وقال المتحدث جيف ديفيز “لست الشخص المناسب الذي يُسأل عن ذلك. أعتبرهم (القطريون) مضيفين لقاعدتنا المهمة للغاية في العديد”.