لماذا يُتعب الشخص المثالي الآخرين؟ ولماذا هو متعَب؟
مما سبق تظهر المشكلة واضحة وتبدأ معاناة الشخص المثالي ومن حوله في البحث عن النظام والكمال في كل ما هو ناقصٌ وسنة الحياة ألا يكتمل، الشخص المثالي صاحب خيالٍ واسع وتوقعاتٍ مرتفعةٍ وخيالية أغلبها قد لا يكون في مقدور البشر تحقيقه لكنه في الواقع عاجزٌ عن التخلي عن توقعاته المثالية تلك، وعاجزٌ عن خفض سقف التوقعات حتى لأن سقف توقعاته يكون أعلى من قدرات البشر وقدرته هو على التحقيق، يعاني الشخص المثالي من عدم الرضى عن أي شيءٍ وعن أي نتيجة حتى نتائجه الخاصة وما حققه هو من إنجازاتٍ قد يراها الآخرون رائعةً لكنها تبقى في خانة “الغير كافي” دائمًا بالنسبة إليه، وإن كان شخصٌ لا يرضى عن مجهوده ونتائجه الخاصة فكيف تتوقع أن يكون رد فعله تجاه نتائج وأفعال الآخرين؟ قد تتحول ردود أفعاله إلى كوارث تحيط بحياته الاجتماعية تجعل من يتعامل معه يتجنبه طالما كان قادرًا على ذلك، هو دائم النقد والتقليل من أي نتيجةٍ يراها، لا يولي اهتمامًا للمجهود الذي بُذل لتحقيق تلك النتيجة لأنه يرى دائمًا أن هناك أفضل من ذلك وأنه كان يجب عليك أن تبذل مجهودًا أكبر من ذلك، من المتعب أن تسهر الليالي لإنجازٍ تكون فخورًا به في النهاية لكن يقابلك رئيس عملك المثالي بالنقد والتذمر طالبًا منك بذل مجهودٍ أكبر أليس كذلك؟