لمحة من تاريخ مدينة تطوان
تحفل تطوان بتاريخٍ عريقٍ ضاربٍ في القدم، فإلى الغرب منها عُثر على مدينةٍ رومانيّة تسمّى (تمودة)، وقد أظهرت الحفريات أثاراً للمدينة تعود في تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد، دُمرت عام أربعين ميلاديّاً؛ بسبب الأحداث التي وقعت نتيجة ثورة إيديمون التي لا تزال شواهد أسوار الحصن الرومانيّ الذي أقيم فيها ماثلةً حتّى يومنا هذا.
أطلق على المدينة اسم (تطوان) -حسب المراجع – في القرن الحادي عشر للميلاد، وقد أعيد بناء المدينة كقلعةٍ حصينةٍ عام ألفٍ وثلاثمئةٍ وسبعة ميلادياً (أوائل القرن الرابع عشر)، وكان الهدف من إعادة بنائها هو جعلها نقطةَ انطلاقٍ لتحرير مدينة (سبتة)، لكنّ الملك الإسبانيّ (هنري الثالث) في عام ألفٍ وثلاثمئةٍ وتسعٍ وتسعين دمّر المدينة عن آخرها.
كانت بداية التاريخ الحديث للمدينة في أواخر القرن الخامس عشر للميلاد، أي إبان سقوط مدينة غرناطة، آخر معاقل المسلمين في الأندلس على يد الملك فرديناند والملكة إيزابيل، حيث نزح الآلاف من المسلمين، واليهود باتجاه شمال المغرب بشكلٍ عام قادمين من الأندلس، وعلى أنقاض المدينة المدمرة تطوان بدأ الإعمار والنمو، حيث شهدت ازداهاراً في شتّى الميادين، لتتحوّل بعدها إلى مركزٍ لاستقبال، واحتضان الحضارة الأندلسيّة، وتحول ميناء المدينة إلى واحدٍ من أهمّ الموانئ في بلاد المغرب.