لم أر كالحمار حيوانا تحس أنه ادرك أنه اسقط في يده
لم أر كالحمار حيوانا تحس أنه ادرك أنه اسقط في يده، أنه لم يقبل قدره عن عمى وغفلة أو تدليس عليه، بل عن بصيرة وفهم بعد أن وازن بين حيلته وقدرة ظالمة، وقاده ذكاؤه العملي الى الاقتناع بأن كل امل قد مات، وأن لا فائدة ترجى من الثورة أو اللجاجة أو العناد، فوضع إرادته وغرامه وبهجته ومرحه وحبه للعب والمعابثة في حرز مكتوم في قلبه، واحنى رأسه وأذنيه وسبل ظهره، واستسلم بلا قيد او شرط.يحيى حقي