ولإقناعِه بالبقاء في فيينا ، قامَ الأرشيدوق رودولف والأمير كينسكي وجوزيف لوبكويتز بالاتفاق مَعه بِدفِع راتِبٍ يصلُ إلى 4000 فلورين سنويّا .
بيدَ أنّ الأرشيدوق رودولف هوَ الوحيد الذي دَفعَ لهُ في التاريخ المُتّفق عليه.
أمّا كينسكي التَحقَ بالخِدمَة العسكريّة وسُرعان ما توفّي بعدَ سقوطِه مِن حِصانِه.
وتوقّف لوبكويتز عن إعطائِه راتِباً في سبتمبر 1811.
لمْ يَرع أحدٌ بيتهوفِن بعدَ ذلك واعتَمدَ في معيشَتِه بعدَها على مبيعاتِ مُؤلّفاتِه ومعاشٌ بسيط.
فترة مُنتَصف العُمر
بعدَ عودَة بيتهوفِن مِن بلدَة هيلنستات إلى فيينا تغيّر أسلوبُه الموسيقيّ ، ومِن هُنا تبدأ هذه الفترة مِن حياتِه .
ووفقاً لما كَتبه كارل تشيرني أن لودفيج قالَ حينها أنّه غيرُ راضٍ عن أي عملٍ قدّمه سابِقاً ، لذلك سيُغيّر أسلوبَه ويتّخذ طريقاً جديداً .
وقد تميّزت هذهِ المَرحلة مِن حياتِه بتأليف أعمالٍ كثيرة وضخمَة اشتَهرت بكافَة أنحاء المعمورَة .
كانَ أولى تِلك الأعمال الضخمة هيَ السيمفونيّة الثالثة ، وهيَ أطوَل من السمفونيّتين السابقتين ، وعُزفت لأوّل مرة في أبريل سنة 1805 في فيينا وتبايَنت الآراءُ حينَها ؛ بعضُ المُستَمعين انتقدها لكونِها طويلَة ، والبعض امتدحها واعتبرها تُحفةً عظيمة .
تُسمى أحياناً فترة مُنتصف العُمر في حياة بيتهوفِن بالفترة البطوليّة .
إلّا أن المُصطَلح أثارَ الجَدل في اوساطِ الباحثين .
واحتجّ البعضُ على أنّه ليسَت جميع المُؤلّفات في تِلك الفترة كانَت رائِعة، فمثلاً السيمفونيّة الثالثة والخامِسة مِن السيموفنيّات التي يَسهُل إطلاق هذا اللقب عليها ؛ أمّا السادِسة .
بعضٌ مِن أعمالِه في تِلكَ الفترة استَلهمها مِن أعمال هايدن وموتسارت .
وتَتضمّن أعمال هذه الفَترة أعمالاً شهيرة مِنها : السيمفونيّات من الثالثة حتّى الثامِنة ، والرُباعيّات الوتريّة المعروفَة باسم راسومفسكي ، والرُباعيّتين الوتريّتين هارب وسينيروسو ،