لو كان دانييل ممثلأ أمريكا أو بريطانيا

 

لو كان دانييل ممثلأ أمريكا أو بريطانيا ، لكان قد حقق شهرة عالمية منذ زمن طويل،،

لو كان دانييل ممثلأ أمريكا أو بريطانيا ، لكان قد حقق شهرة عالمية منذ زمن طويل،،

 

يمكن لبعض المشاهدين الألمان أن لا يصدقوا عيونهم : هل هذا بالفعل دانييل برول؟ ليس فقط لأنه – بفضل صانع المكياج المبدع – يشبه إلى حد كبير نيكي لاودا ، سواء قبل الحادث الأليم الذي تعرض له في حلبة نوريورغ عام 1976 أو بعد هذا الحادث ، ولكن أنها المرة الأولى التي يلعب فيها دور رجل ناضج ، فقد كانت الصورة السائدة عن برول في معظم أدواره هي صورة الشاب اليافع ، التي جسدها في مطلع الألفية الثانية والتي حقق من خلالها شهرة واسعة : حيث كان قد لعب دور الشاب الذي يعمل في الخدمة المدنية في فيلم بينيامين كفاييك “لا تندم على شيء” في عام 2001، وفي 2004 يتم عرض فيلم “نهاية السنوات الجميلة” في دور السينما ، حيث يلعب دور شاب مثالي ، يسعى إلى المشاركة في المشهد الثوري ، إلا أن شخصيته اللطيفة تقف عاتقا دون ذلك ، بشكل عام ، شاب لطيف حقا ، مطيع ، إلا أنه ممل أحيانا ، أصالة وبساطة : هذا ما كان حبتها مطلوبا في السينما الألمانية الصاعدة التي تولد من جديد ، وهذا تماما ما جلبه برول معه إلى السينما .بدون دراسة أو تأهيل كلاسيكى فى معاهد التمثيل ، تمكن برول من جمع خبرته الفنيه كفتى يافع من خلال مشاركات عديدة ،منها  مثلا مسلسل  القناة الألمانية الأولي الشهير” الحب الممنوع”. لقد أدرك تماما أهمية الجمع بين سحر هذة “الطبيعة” مع شئ من الحياء والبساطة بحيث كان من السهل دائما ،الربط بينه وبين هذة الصفات . ينطبق هذا أيضا على دوره في الابن الوفى المثقل برعاية أمه فى فيلم “وداعا لبنين!” مع ما يزيد عن 9 ملايين مشاهد فى دول الاتحاد  الأوروبى حقق الفيلم نجاحا جماهيريا كبيرا،اكبر من التوقع.وقد تحول إلى خير مثال عن نوعية وموضوع الفيلم الألمانى أنذاك.علما  بأن مصطلح”الألمانى التقليدي”كان دوما مصطلحا خاطئا لا يتناسب مع شخصية برول : فى1978ولد فى برشلونة لأب يعمل كمخرج تلفزيونى فى التليفزيون الألمانى وام كانت تعمل كمدرسة للغة الأسبانية.تربى فى كولن ،وهو يتقن إلى جانب الألمانية كلا من الأسبانية والكتالونية والفرنسية والأنكليرية.

وعندها  بدأت الأدوار المعروضة عليه في السينما اللمانية تظهر مملة بالنسبة له،توجه برول للعمل فى السينما الأسبانية. ومع دور البطولة فى فيلم”سلفادور”نال شهرة وتقديرا كبيرين فى البلد الذى ولد فيه: وهو يقول ان الكثيرين هناك يحاولون التعتيم على الجانب الألمانى فى أصله وشخصيه. رغم أنه يعترف أن هذة المسألة تتعلق بوجهة النظر: “الجزء الاسبانى مني مقسوم فى الواقع بين كتلانى واندلسى. ويقول الناس فى إسبانيا عن الكتالانيين أنهم مثل الألمان”.لم يعتبر برول أن إسبانيا هى حدوده الأبعد.ظهوره الأبرز كان قبل “السرعة”من خلال فيلم ” إنناربوون” وفى “فيلم  كويتنين تارانتينو “أولاد الحرام. حيث لعب في الفيلم دور القناص الألمانى البسيط الغبي فريدريك تسولر.

“السرعة”يعنى مرحلة جديدة كبيرة بالنسبة للفنان ابن الخامسةوالثلاثين، لانه يلعب للمرة الأولى دورا مختلفا عن أدواره السابقة المعروفة. حيث أن دور نيكى لاودا الجدى يبدو للوهلة دورا غير ممكن بالنسبة له.ولكن ما تمكن برول من صنعه مع هذا الدور يثبت مقدرة وتنوعا كبيرا، أبداع فى التعبيرعنه بالاجتهاد والاستعداد للمخاطرة فى اقتحام عالم جديد. بيتر مورغان ،كاتب حوار “السرعة”،كتب منذ زمن فى لوس أنجلوس تايمزك”لو كان دانييل ممثلا أمريكيا أو بريطانيا،لكان قد حقق شهرة عالمية منذ زمن طويل، ليس فقط بسبب مهارته فى التمثيل، ولكن أيضا لما هو عليه : مثابر ، ذكى، مثقف، متزن، عاقل…إنسان معقد شخصيا بما يه الكفاية، مما يؤهله لتأدية أدوار معقدة بنجاح”.

مع النجاح الكبير الذى أصابه “السرعة” يبدو أن برول قد اقتحم أخير مجال السينما العالمية وما يؤكد هذا أيضا هو التقييم الايجابي لمقدرته التمثيلية فى مسيرة يوليان أسانج “داخل ويكيليكس- السلطة الخامسة”المعروف عنه نظرته الناقدة عادة.حيث يلعب برول دور المبرمج الألمانى والناطف الرسمى السابق باسم ويكيليكس دانييل دومشايت – بيزغ. فى الواقع كان من المقترض أن يكون الفيلم خطوة  مهمة فى مسيرة الممثل بينيديكت كومبرباتش، الذى يلعب دور اسانج ولكن تبين أن الفيلم قد شكل منصة عالمية لانطلاقة ناجحة جديدة أخرى بالنسبة لدانييل برول.

لم يبق أى أثر من ذلك الشاب العامل فى الخدمة المدنية : برول سوف يشارك قريبا فى تمثيل  النسخة السينمائية لرواية دانييل كيلمان “أنا وكامينسكى “بإشراف فولفغانغ بيكر، وفى فيلم جون لو كاريه عن قصة الهولندى أنتون كوربيان.وهو مازال يتدرب في المواهب الأخرى: فى    2012أصدار “يوم فى برشلونةط وهو عبارة عن دليل سياحى عن برشلونة ، مدننته الثانية . التى يزورها باستمرار من برلين، حيث يقيم.

m2pack.biz