ليست صدفة أن تكون أمي وأن أكون أماً لها
أتذكر ما قالته لي أمي يوماً: لماذا لم تكتبي عني أبداً؟
مفاتيح أمي:
لا شيء يشبه صوت امي عندما تناديني باسمي الذي اختارته بنفسها، ولا شيء يشبه صوتي عندما أنادي ابنتي «سلمى»، وكثيراً ما تختلط عليَّ الأمور بين وجه أمي ووجه ابنتي، وأحياناُ أشعر بأن ابنتي أمي وأمي ابنتي وأنا تائهة بينهما. وأحياناً أراني في وجه جدتي، التي لا أعرفها إلا من روايات أبي عنها، وكيف كان يرى وجه أمه فيَّ، وكأنني أنا الخارجة عن نسق العائلة وتقليدها، أنا التي لا تشبه أمها أو ابنتها، تشبه أو بدت وكأنها أم أبيها. ماتت أم أبي وهو طفل صغير، بكى عليها كثيراً حتى جفت دموعه، ولكنها أكملت الحياة في داخله، تماماً كما أكمل هو دورة حياته في داخلي، وكأن الموت ليس سوى اختفاء مؤقت عن النظر وظهور دائم في القلب.
كاتبة سورية
آية الأتاسي