لِي بَيْتٌ في الرِّيفِ

لِي بَيْتٌ في الرِّيفِ

لِي بَيْتٌ في الرِّيفِ

لِي بَيْتٌ فيهِ
لا شَيءَ اخْضَر بِمَوْسِمِ هذا العَامِ، يُحيطُ بِهِ،
والآنَ يهدده إعصار علتٍ وسُيولُ دَمٍ،
وزنابِقُ سودٌ ما أكرهَ ما تُوحِيه إلينا سوْفَ تغطيهِ،
في الأجواء قريباً منهُ، وحوالَيْهِ ولَدَيِهِ
يتجمَّع غيمٌ أَرْعَنُ زَوَّدَهُ بضغائنَ خصم
عَادَى فيهِ أَرْوَعَ مَا فِيهِ
وأطْلَقَ من دجَّجَهم بعزيفِ النارِ وألسنةِ التمويهِ
لتأكل أجمل ما يخضَرُّ بِهِ، أو تختطف اللقمةَ
من رِزقٍ يُسِتَنْبط من صخرٍ، مِنْ بَيْنِ أياديهِ
وعليّ أنا صاحِبَه الهادئ ألا أرفع صوتاً
وأصَلِّي في هدأةِ ما لا يَهدأُ من لَيْلِي ودياجيهِ
لكنِّي لستُ أَهَابُ، فقد عوَّدني عطرُ تُرابي
ألا أخضعَ مُنتظِراً ما لا يأتي،
حتى لو عقِمَ الدهرُ، ولم يُخْصِبْ شجَرٌ،
أَوْ هاجمنا من يَسلب لحمي جلدي ويعرِّيني:
لن أهتف: يا ويلي، من جوع أو خوف،
بيتي في الريف تعالَى عن أن يهوِي بِي
مهدوراً في أيِّ حضيضٍ،
يرفعني بيت الريفيّ إلى حيث تضيء حقولا فيهِ
مصابيحُ مناراتِ ما اشتعلتْ منْ غَيْر قُوَى أيْدِيهِ
….
لي بيتٌ في الرِّيفِ، مضيءٌ
لم ينسَ إذِ انداحتْ منهُ إلى
أعماق الإنسان هنا وهنالك في أرضي
أشواق الثورة في وجه أعادِيهِ
بيتي في الريف بسيطٌ، لي فيه ما يغنيني
من شِبَع وينابيع انبجستْ ترويني،
لم تمتدَّ يَدٌ في الريفِ لتستعطيَ يوْماً،
حتَّى في سُودِ ليالِيهِ.
لن أبْعُدَ عن بيتي في هذا الريفِ
بلْ سأبقى أرفَعُ من معناهُ
وأُعِلِي من مبناهُ وأحميهِ
وأقوِّي أساس الثورة في
روح بنيهِ
يا بيتي
بدعائِمَ تَمْلأُ عَيْنيَّ بألوانٍ
من فخْرٍ ساطعةٍ،
ترفع من كفةِ آبائي
في جبلٍ كل عطاءِ العزَّةِ،
أنَّى نبتتْ، من بعض معانيهِ
يا بَيْتاً أنجَبني من أقْصَى
هذا المغْربِ حتى أقصاهُ،
إنِّي آتِ كيْ أحمِي جِذُرَ مقاوَمةٍ
يمتدُّ شموخاً وبطولاتٍ
مِنْ هذا الرِّيفِ إليَّ،
وأرفعَ منْ كِلْمة ميثاقِ سلامِي فيهِ
شاعر من المغرب
لِي بَيْتٌ في الرِّيفِ
أحمد بنميمون

m2pack.biz