مآخذ كثيرة ونقاط ضعف في عمارة حسن فتحي7من اصل10

ورغم ذلك نجده منحازاً انحيازاً كبيراً إلى العمارة العربية التي انحسرت من أفئدة وعقول ونر المهندسين المعماريين العرب ويقول أننا إذا حللنا هذه العمارة تحليلاً عملياً باعتبار موافقتها للبيئة المحلية التي نشأت فيها سنجد أنها في عمارة الطليعة، وليست من عمارة الوقت الحاضر وحسب وأن فيها إيحاءات لجميع مهندسي العالم بحلول فنية يمكن أن تساعد على الانتقال بالعمارة الغربية الحديثة من المرحلة البدائية التي هي عليها اليوم والمخجلة بالنسبة للمعمار أياً كان، إلى المرحلة التي تجعل من العمارة الغربية الحديثة فناً معمارياً، وليس صناعة تجارية غير سليمة خاصة أن الأمريكيين بدأوا يشكون من هذا النوع الحديث من العمارة الزجاجية التي تنغلق عليهم، كأنهم أسماك في أحواض زجاجية تحتوي على الهواء بدلاً من الماء.

هذا ما قاله حسن فتحي، والسؤال المطروح: أليس من الأولى لنا نحن أن نحل مشكلة الإسكان في مصر بهذه النظرية التي أوحت بها العمارة الإسلامية للمعماري الكبير حسن فتحي، وأليس من المنطق أن يقوم هو في تلك الفترة بما له من سمعة عالمية وكلمة لها وزنها لدي المسئولين بتنفيذ ما يقترحه لحل المشكلة الإسكانية في التجمعات السكنية ذات الكثافة العالية والتي لن يحلها إلا التوسع الرأسي، والذي يقف هو ضده على خط مستقيم فكيف إذن ينادي بها لغيرنا ولا ينفذها لدينا، أم أنه ينادي بالحل المعماري العربي لأمريكا بالتوسع الأفقي أيضاً.

إن هناك أموراً غير واضحة وغير محددة، متضاربة في بعض أفكار هذا الرجل النابغة.

إلا أن هناك اموراً أخرى تستوجب الأمانة العلمية أن نعرضها، كما عرضنا كل ما له من ريادة في هذه العمارة.

لقد قال البعض إن قرية القرنة لم يقتنع بها أحد، أو يحاول تقليدها والسير على منوالها سوى بضعة أفراد من تلاميذ حسن فتحي، وياليتهم شيدواً بيوتاً للفلاحين، أو محدودي الدخل، بل صمموا على طراز القرنة بيوتاً، وقصوراً ضخمة ومكلفة للأغنياء في المدن الكبيرة والغرب والمصايف الراقية.