مآخذ كثيرة ونقاط ضعف في عمارة حسن فتحي9من اصل10

مآخذ كثيرة ونقاط ضعف في عمارة حسن فتحي9من اصل10

مآخذ كثيرة ونقاط ضعف في عمارة حسن فتحي9من اصل10
مآخذ كثيرة ونقاط ضعف في عمارة حسن فتحي9من اصل10

وليس ببعيد هذا اليوم الذي سوف يجد الفلاح المصري فيه أنه مضطر لأن يسكن في عمارة متعددة الطوابق، بدلاً من بيته الريفي المستقل الذي تعود عليه منذ آلاف السنين.

إن ظاهرة توافر مسكن مستقل للعائلة كما كان الحال في الماضي آخذة في التلاشي والانقراض في كل أنحاء العالم، وتحولت الشعوب إلى سكن التجمعات السكنية متعددة الأدوار تحت ضغط الظروف المادية والاجتماعية وارتفاع أثمان أراضي البناء وزيادة تكاليف الإنشاء والمرافق العامة.

إن دعوة حسن فتحي لإقامة عمارة الفقراء لتفريج أزمة الإسكان ليست سوى أمنية وخيال غير واقعي، وغير قابل للتحقيق.

والمثير للدهشة والتأمل في آن أنه على طول حياته لم يوفق حسن فتحي في بناء شيء للفقراء وسكنوه فعلاً، ابتداء من قرية القرنة، وقرية باريز بالواحات الخارجة إلى عزبة البصري بالمعادي، ولكنه نجح في أن يبني الكثير من الفيلات والقصور للأغنياء والموسرين.

وهكذا وقف حسن فتحي بين العمارة الريفية للأغنياء في جانب والعمارة الريفية للفقراء في جانب آخر، والاختلاف هنا يظهر في المادة أكثر مما يظهر في الأسلوب فهو يبني للأغنياء بالحجر والطوب الأحمر، ويبني للفقراء بالطوب اللبن وفي كلتا الحالتين تأثير بالعمارة الإسلامية عليه أكثر وضوحاً وهي عمارة مدنية أكثر منها عمارة ريفية، ومع ذلك فقد أخضعها لتكون الملامح الرئيسية لعمارته الريفية ووسيلة التغطية في الحالتين هي القباب والأقبية.

ويقال إن حسن فتحي قد جاء متأخراً بفكره أكثر من خمسة آلاف سنة لأنه لو وجد أيام الفراعنة، وأثناء البداية الأولى لانتشار البناء للتجمعات الصغيرة التي أطلق عليها فيما بعد قرى، كان قد تم تنفيذ فكرة الفلاحين الفقراء حرفياً، أما الآن وأمام هذه القرى القائمة بالفعل فلا مجال له مطلقاً لإعادة بناء القرية حسب رؤيته وفلسفته لأن هناك أموراً كثيرة معوقة.

 

m2pack.biz