مؤسسة الجهالة 1من اصل2
بين دركر أن كتاب تنظيم الجهالة Organizing Ignorance كان أحد الكتب التي شارف على بدايته ولكنه
لن يصل إلى نهايته أبدا ً ، وهذه تذكرة بأن الإدارة تمثل أحد خيوط نسيجه الفكري على الرغم من أنها تشكل
العصب المادي في كل أعماله . علاوة على ذلك فإن المرء عندما يعتبر أن مفهوم درگر القائل إن البيئة خارج
شركة الأعمال هي مصدر نتائج وفرص الأعمال فلابد من أن تكون إحدى الخواتيم هي عدم وجود سبيل غير
فصل الإدارة عن التخصصات الأكاديمية .
قدم دركر العديد من التفسيرات لعبارة تنظيم الجهالة Organizing ignorance المتناقضة ذاتي اً ، وأكد أن
كل تقدم للمعرفة في ظل سرعة التغيير وتعقيد الأحداث المتزايد واللذين لم يسبق لهما مثيل لابد وأن يکون
مقترناً بزيادة في الجهل ، وبين كذلك أن الأدوات التكنولوجية الجديدة لتحسين مهام المحاسبة والإدارة قد تزيد
من كمية المعلومات ولكنها في ذات الوقت قد تشوه نوعيتها . وبما أن المحاسبة وعلم الإدارة يركزان على
تكديس البيانات الداخلية فإن هذين التخصصين لا يساهمان أو ربما بالقليل في المعلومات التي يحتاجها المدراء
كثيرا في الواقع من أجل تحديد أعراض التهديدات الخارجية واتجاهات الفرصً . وبالتالي فإن الجهل سيسبق
المعرفة في تحليل المشاكل لأن هناك الكثير المتزايد منها . ولذلك فإن الطريدة المستحسنة للمعرفة بصرف
النظر عن مدى الذكاء في مضمونها يجب أن تترافق مع التواضع . الحقيقة والريبة في المعلومات دليلان
مقنعان في فكر دركر على أن الإدارة لا يمكنها الوصول إلى وضع العلوم المادية . مبادئ الاحتمالية ممكنة
ولكن تطوير القوانين العلمية القائمة على التجارب تحت المراقبة والتكرار لا تدخل في الحسبان عندما تتعلق
عملية صنع القرار بأمور الأعمال المستقبلية التي لا تتوفر اليوم بشأنها حقائق ، بل توقعات .