مارك بويغ: قوتنا في إعادة هيكلة صورة العلامات الراقية وترجمتها في عالم العطور
PUIG من أهم الشركات العالمية في عالم الأزياء والعطور. يعود تأسبسها إلى العام 1914 على يد أنطونيو بويغ كاستيلو في برشلونة. ولا تزال الشركة إلى اليوم تديرها عائلة بويغ. تُسَوق بويغ منتجاتها في 150 دولة، بدأت الشركة في التوسع عالمياً في 1959. ونظراً للنمو التجاري، في العام 1999، أعادت عائلة بويغ تأسيس الشركة، بتغيير اسمها إلى مجموعة بويغ للجمال والموضة، مع الإبقاء على الهيكل نفسه والخطوط التجارية الثلاث: الأزياء، والعطور، ومواد التجميل، لتضم اليوم مجموعة من أسماء العلامات الراقية كـ «كارولينا هيريرا»، «نينا ريتشي»، «باكو رابان»، «جان بول غوتييه»، «بنهاليغون»، «لارتيزان بارفيمور» إصافة إلى «برادا»، «فالينتينو» و «كوم دي غارسون»، في أكثر من 150 بلداً حول العالم. ومنذ عام 2008، وبالتعاون مع «نادي يخوت برشلونة رويال»، تدعم الشركة وترعى سباق «بويغ فيلا كلاسيكا»، الذي يجرى في مياه برشلونة في شهر يوليو (تموز) من كل عام. في العام 2007 تبوأ مارك بويغ أحد أفراد الجيل الثالث للعائلة، منصب المدير العام والمدير التنفيذي للشركة. عن PUIG ورؤيتها ومخططاتها خصّ مارك بويغ «الحياة» بهذا الحوار:
> كيف تعرّف مجموعة PUIG (بويغ) للقارئ العربي؟
– بويغ شركة عائلية في جيلها الثالث متخصصة في عالم الموضة والعطورات مقرها برشلونة. تكمن قوة بويغ في قدرتها على بناء علامات تجارية كبرى واعادة هيكلة صورة علامة معينة في الموضة او عبرها وفي ترجمة الصورة نفسها لتصبح خلاقة في عالم العطورات والعلامات الراقية. وتظهر قوة المجموعة في قدرتها على الحفاظ على نمو في العائدات بلغ 1.645 ميلون دولار عام 2015، بمعدل نمو 9 في المئة من المبيعات.
> كممثل للجيل الثالث من PUIG، كيف تعمل على الحفاظ على إرثها؟
– الاستمرارية والتواصل من الركائز الأساسية لـ PUIG، والشركة العائلية غالباً ما تكون محفزاتها أقوى وتختلف بين شركة وأخرى وانما ما يجمعها هو التفكير بالإرث للجيل المقبل، وأفضل طريقة ليحافظ جيلنا على الإرث ويعمل على تقديمه لمن يأتي من بعده هو عدم الإسهاب في الحنين والأمجاد، وعلى العكس الكلام دائماً عن المخططات المستقبلية والأهداف البنّاءة التي نضعها نصب أعيننا للقرن المقبل. روح المبادرة من صفاتنا كعائلة وعلى أساسها نتطلع في شكل يومي إلى المستقبل وما سنمرره للجيل المقبل، الرؤى على المدى الطويل هي ما يحفزنا لاتخاذ قرارات ذات تطلعات مستقبلية.
> أي علامة موجودة في السوق يمكن لـ PUIG ان ترغب بضمها تحت مظلتها؟
– نراقب عن كثب ونتطلع الى ضم أي علامة لامعة نرى ان عندها الامكانات لتقديم اضافة ما لمجموعتنا تساهم في نموها وتقدمها باستمرار وتماسك.
> علامات كبرى تحت مظلة PUIG من عالم العطورات والأزياء ومجالات اخرى في الموضة، أي هذه المجالات أكثر أهمية في عالم الاعمال ولماذا؟
– نحن نقوم ببناء علامات تجارية كبرى وإعادة هيكلة صورة علامة معينة في الموضة او عبرها وفي ترجمة الصورة نفسها من العلامات الراقية في عالم الأزياء لتصبح خلاقة في عالم العطور، وهذا نموذج عمل فريد من نوعه في قطاع العلامات الراقية، ونحن نرى انه لا يمكن فصل الأزياء عن العطور، نستخدم الـ «دي ان اي» للماركة نفسها، جذورها، وقوتها في تقديم تاريخها كعلامة راقية، نحن نعمل اليوم على ترجمة أزياء العديد من دور الأزياء الراقية وتاريخها إلى عطور، وقد اكتسبنا ثقة اسماء كبيرة في هذا العالم كما سبق وذكرت، فتصميم العطور لا يمكن ان يحدث من دون الأزياء، لأن الازياء وحي للعطور لا بديل منه.
> العصر عصر العمالقة في عالم العطور والأزياء من مجموعات كبرى تضم تحت مظلتها علامات تجارية كبيرة، والمنافسة تبدو أشد من قبل، من هم منافسو PUIG وكيف تعمدون للحفاظ على تميزكم؟
– تعتمد PUIG اسلوباً هجيناً وفريداً من نوعه في عالم الصناعات الفاخرة، وتمزج بين العلامات الخاصة والمرخصة ما يتيح بناء علامات راقية والتعامل معها بمرونة ملحوظة مع مرور الوقت. ونحن نحافظ على تواجدنا وحصر نشاطنا في العطور وهو ما يرتكز اليه جزء كبير من نجاح شركتنا.
> هل من فئة جديدة من عالم الصناعات الفاخرة ترغب في ضمها تحت مظلة PUIG؟ وأي علامة؟
– كمؤسسة عائلية نتطلع على المدى البعيد والى جيل وراء جيل، فكرة في الحفاظ على سجل متوازن يساعد في نجاح مؤسستنا ويحافظ على الاستمرارية في العمل. مع بداية العام 2015 ضممنا «بنهاليغون»، «لارتيزان بارفيمور» وهما علامتان مهمتان في عالم العطور على رغم انهما حديثتان الا انهما ساهمتا في تحقيق نمو صافٍ للمجموعة وبفضلهما ستعمل PUIG على الحفاظ على تقدمها في فئة العطور الراقية. وأخيراً أخذنا أعمال العطور لـ «جان بول غوتييه»، حيث كنا نتولى معظمها منذ العام 2011. نحن نركز على عالم العطور وعلى التطور داخله.
> دون ماريانو، والدك، قال يوماً «رجل الاعمال الناجح هو من يستطيع استعادة مكانته والوقوف بعد أن يسقط»، ما رأيك في المقولة؟ وهل لا تزال قائمة؟
– تطبع هذه المقولة تاريخ PUIG منذ تأسيسها، إذ تأخذ من تاريخها عن ايام جدي «انطونيو بويغ كاستيلو» في العبر في بناء الأعمال. عندما أسس الشركة العام 1912، غرقت سفينة كان على متنها بضاعة من المنتجات الأجنبية استوردها لبيعها في اسبانيا، ما أدى إلى افلاسه، الا انه عاد وبدأ من الصفر وها نحن هنا اليوم. هذه الروح هي ما تميز مؤسستنا، وترتكز إلى ثقافة العمل الحر، جنباً إلى جنب مع ممارسات فريدة كالأخلاق الصلبة والجهود الحثيثة للتحسين المستمر وفق قيمنا العائلية وقد نقلناها من جيل إلى جيل ولجميع موظفينا.
> ما هي الاستراتيجية التي تعتمدها PUIG في التغلب على الازمة التي تواجهها العلامات الراقية؟
– من أساس قوتنا جمعنا المتوازن بين الأزياء والعطور الخاصة والمنفردة تماماً مع صاحبة الباع الطويلة والمرخصة، وهذا الجمع والتنوع أثبت أنه الأثبت في وجه الظروف المتقلبة التي تؤثر في بعض الأحيان في الاسواق في شكل عام. ومن مميزاتنا اننا مؤسسة عائلية فنحن غالباً ما نضع مخططات على المديين المتوسط والبعيد تمكننا من التأقلم وتبديل بعض المخطاطات وفق حاجة السوق، واعتقد ان ذلك سيساعدنا في تخطي المرحلة الحالية.
> في احدى مقابلاتك ذكرت أن هدفك أن تكون رقم ثلاثة في عالم العطور على الخريطة العالمية العام 2020. فعام 2020 أصبح قريباً جداً هل لا يزال هذا هدفك؟
– شهد عام 2015 تحولاً في الخريطة العالمية للعطور، بعد ان امتلكت «كوتي» العديد من العلامات المرخصة التي كانت مملوكة من «بروكتر اند غامبيل»، لا تزال PUIG تطمح لاكتساب 12 في المئة اضافية عام 2020 من عالم العطور، واعتقد ان التعاون الأخير مع جان بول غوتييه سيشكل حوالى 10 في المئة من مدخول المؤسسة لهذا العام وعليه فنحن على المسار الصحيح في الوصول لما نطمح اليه في ان نكون لاعباً اساسياً في عالمي الأزياء والعطور.
> ما هو الأفق الذي تراه في سوق الشرق الأوسط بالنسبة اليكم، وهل من مشاريع توسعية في المنطقة؟
– المستهلك في الشرق الأوسط ذكي ومعقد، ما ينعكس تحدياً لتلبية حاجاته، إلى الآن لا نزال نقاربه في مجموعات خاصة وفتية، ولذلك فإن هذه السوق تحتمل التطور والعمل على التوسع.
> في العام 2014 احتفلتم بمرور قرن على PUIG، أين ترى مؤسستكم في الـ100 عام المقبلة؟
– في دخولنا الـ100 عام الجديدة، تمشي PUIG في خطوات ثابتة نحو ما وضعته من مخططات لعالم 2020، وبالتالي لما بعد ذلك. وترتكز هذه المخططات إلى الحفاظ على استمرارية المؤسسة والعمل على تطوير أدائها مع الالتزام بالشفافية الملموسة والوضوح بالأهداف. وتستند إلى خمسة ركائز: الإشراف على المنتجات، المصادر المستدامة، المسؤولية في التصنيع، المسؤولية في الأعمال اللوجستية، العمال، والمرافق. بالنسبة إلى PUIG الاستمرارية والاستدامة من الأسس الأخلاقية، فضلاً عن احترام الموارد البشرية وموارد الطبيعة، احترام الأجيال المقبلة التي ستعيش على ما نقدمه اليوم.