ماري كوري 5 – 9
لكن كيف يمكن العيش في باريس خلال عام 1892 بثلاث فرانكات في اليوم أنها مشكلة صعبة ينبغي ايجاد حل لها ونجحت ماريا ايضا في التغلب علي هذه المشكلة فقد كانت تقتصد كثيرا في المأكل وحتي التدفئة كانت قليلة في الشتاء القارس نظرا لغلاء الفحم وضرورة التوفير ولم تكن تستخدم علي الاطلاق وسائل المواصلات.
كما كانت تكتفي بوجبة واحدة خفيفة في اليوم وذلك لتوفير المال والوقت ولهذا اصابها الهزال الشديد وكانت تستذكر دروسها حتي الساعة الثالثة لسوء التغذية لم يثنيها عن مواصلة دراستها وفي عام 1893 حصلت علي الدبلوم في العلوم بتفوق كبير فكان ترتيبها الاولي علي جميع زملائها وفي عام 1894 كانت في الرياضيات حقيقة عبقرية هذه الشابة البولندية.
مدام كوري:
في عام 1893 حدثت معجزة لم تكن متوقعة فقد حصلت ماريا نتيجة لمساعي واهتمام بعض الاصدقاء علي منحة مالية من مؤسسة اسكندر التي كانت مكرسة لمساعدة الطلبة البولنديين الفقراء الذين كانوا يرغبون في استكمال دراستهم بالخارج وليس لديهم من مال يكفي لهذه التكاليف.
وكانت المنحة اليت حصلت عليها ماريا قدرها 600 روبل وهو مبلغ يكفي للعيش خمسة عشر شهرا وكانت سعادتها لا تقدر فستعود الي باريس وتتم دراستها فيها.
وفي خلال فترة وجودها بباريس تعرفت علي بيير كوري وكان عالما فرنسيا وسرعان ما ربط بينهما حبهما للعلوم وتشابه الاهتمامات بينهما ونشأت بينهما علاقة صداقة وبينما كانت هذه العلاقة تزداد رسوخا يوما بعد الاخر اذا بيير ذلك الرجل الذي لم يكن ينظر علي الإطلاق إلي أية امرأة بسبب انشغاله الدائم باهتماما بها يوما بعد يوم اهو معجب بها كامرأة أم كعالمه.