ماري كوري 7 – 9
وعقب ذلك بدأت علي الفور المرحلة الحاسمة في حياتها فقد كان العالمان قد وجدوا خلال دراستها أن هناك شيء غريبا غير معروف وهو املاح اليورانيوم لها خاصية غريبة حيث تشع ضوءا غير معروف طبيعيا فيزيائيا واهتمت ماري بهذا الاكتشاف ما هي خواص هذه الأشعة التي تصدر عن اليورانيوم وفطن العالمان لذلك ووجد بيير وماريا انفسهما امام ضرورة اكتشاف هذا العنصر الكيميائي الجديد وكان الامر يتعلق بالمغامرة في عالم مجهول وماري كما نعلم كانت مولعة بالاكتشاف وقررت السير في هذا الطريق ومحاولة اكتشاف هذا السر الغامض ولكن اين تجد المكان المناسب لمثل هذه الدراسات ومن في استطاعته أن يقدم لهم المعمل المناسب لإجراء التجارب.
واخيرا وبعد بحث شديد نجح العالمان في الحصول علي مخزن رطب اصبح بعد ملاذهم الوحيد وحولاه إلي معمل ضيق كان يجريان فيه تجاربهما علي اليورانيوم.
وبدا الزوجان بإجراء الاختبارات والتجارب تلو الاخري سنوات طوال وكانا يقضيان ساعات مضنية نهارا وليلا بين الدراسة والقلق والتجارب والياس والاوهام وهكذا قضيا العالمان العظيمان الفترة ما بين 1898 – 1902.
وكانت سنوات كتلك التي قضتها ماري في غرفتها شديدة الرطوبة بالحي اللاتيني وكانت ساعات مؤلمة ولكنها اتسمت في نفس الوقت بالسعادة.
وفي ليلة من الليالي عاد العالمان لتناول العشاء وهما منهوكي القوي اكثر من المعتاد وكانت ايرين تنتظرهما بثرثرتها المعهودة هي والدكتور كوري جدها المسن الذي قد انتقل للعيش معهم بعد وفاة زوجته.
وقامت ماري بإعداد العشاء ثم وضعت طفلتهما في الفراش بسرعة غير عادية ثم انسحب الجد الكهل الي فراشة ايضا وترك الزوجان بمفردهما لقد كانا غير سعداء ارتسمت علي وجهيهما حزن واكتئاب شديد