ما تراهُ محجوباً

ما تراهُ محجوباً

ما تراهُ محجوباً
ما تراهُ محجوباً

بعد سكينةٍ مازجَتهَا الأحلام اللطيفة سألتها: ما هذا الجمال؟ فقد تباين الناسُ بتعريفِهِ ومعرفَتِهِ، مثلما اختلفوا بتمجيده ومحبّتِه. قالت: هو ما كان بنفسِكَ جاذبٌ إليه، هو ما تراهُ وتودّ أن تعطيَ لا أن تأخُذَ، هو ما شعرتَ عند ملقاهُ بأيدٍ ممدودةٍ من أعماقِكَ لضمّه إلى أعماقِكَ، هو ما تحسَبُهُ الأجسامُ محنةً والأرواحُ منحةً، هو أُلفةٌ بين الحزنِ والفرحِ، هو ما تراهُ محجوباً، وتعرفُهُ مجهولاً، وتسمَعُهُ صامتاً، هو قوّةٌ تبتدئُ في قُدسِ أقداسِ ذاتك وتنتهي فيما وراء تخيّلاتِكَ .

جبران خليل جبران

m2pack.biz