ما هي أُسس الهدية؟
أيضًا بالنسبة للهدية فثمة بعض الأسس التي يُمكننا من خلالها الحكم على الشيء المقدم إذا كان هدية أو رشوة، وبالرغم من أن تلك الأسس يتفق أكثرها مع الرشوة إلا أن الأمر كما ذكرنا في البداية مجرد شعرة صغيرة بين شيء وشيء آخر، ولكي تستبين تلك الشعرة فعلينا أن نعرف هذه الأسس، والتي على رأسها التوقيت أيضًا.
توقيت الهدية
توقيت الهدية كذلك قد يجعل منها هدية وقد يجعلها في أقل من لحظات رشوة، فمثلًا، عندما يدخل عليك شخص في عيد ميلادك أو أي مناسبة شخصية حاملًا في يده هدية فسوف يكون من الجنون أن تظن بأن ما يحمله رشوة، أصلًا ما محل كلمة رشوة من الإعراب في مثل هذه الظروف! بل هي هدية ولا شيء آخر، كما أن الرشوة من قواعدها الأساسية أن يكون وقتها غير مناسب بالمرة، أو لا يحمل أي مناسبة تستحق، وهذا هو أهم الأسس على الإطلاق.
قيمة الهدية
أيضًا من ضمن أسس الهدية أن قيمتها تناسب المناسب، فمثلًا في عيد الميلاد قد تكون تورته أو هدية لا تتجاوز المئتين جنيه، وإذا أردنا مزيدًا من التحديد يُمكننا القول إن الهدية تتوقف قيمتها على شيئين، الأول هو الحالة المادية لمقدم الهدية، والثاني هو الحالة المادية والاجتماعية أيضًا لمن يأخذ تلك الهدية، فمثلًا، إذا كنا نتحدث عن شخص يمتلك متجر لبيع الأدوات الحاسوبية فلا يُمكن أبدًا أن تكون هديته حاسوب، لأن قيمتها لن تضيف شيء، وفي نفس الوقت إذا نظرنا إلى موظف راتبه خمسة آلاف جنيه ويُقدم هدية بقيمة عشرة آلاف جنيه، فهل هذا منطقي؟
كيفية التقديم
أيضًا نجد كيفية تقديم الهدية تدل دلالة واضحة على كونها هدية لا شك فيها، فمثلًا عندما يقدم شخص لشخص هدية فإن مكانها سوف يكون أمام الناس، لأنه في الغالب أن تكون مناسبتها عامة ويعرفها الجميع، أما إذا حدث عكس ذلك فإنه يُعتبر مفتاحًا لفتح باب كبير من الشك والريبة.