ما هي الجهات التي تؤثر فينا؟
هناك جهات تأثر فينا بقصد أو من غير قصد، جهات تجعلنا مدفوعين إلى التأثر بالآخرين رغما عنا فالصفات المثالية لما يجب أن يكون عليه إنسان هذا العصر هي ما تجعلنا نتسابق كي نتصف بها وبالتالي هناك الكثير من الأشياء التي تؤثر فينا وتدفعنا إلى الاعتناق الأعمى لمبادئ ربما تحتاج إلى إعادة النظر:
الأسرة والمجتمع
اللبنة الأولى في بناء أي شخص هي الأسرة والأسرة هي الأب والأم والأقارب الذين يوجهونك وأنت طفل نحو الصواب والخطأ بالتالي تستقي ثقافة الصواب والخطأ منهم حيث يرمون فيك البذرة ويتركونها تنمو فيك حتى تستوطن وجدانك بالكامل وبما أن الأسرة في محيطك هي شبيهة بباقي الأسر في المحيط وبالتالي هي ما تكون المجتمع فأنت فريسة التأثر بالآخرين في مجتمعك خصوصًا وأنهم يضعون نماذج مثالية لما يجب أن تكون عليه وبعد فترة تصبح هذه النماذج هي مثلك الأعلى فيقولون لك: “كن مثل خالك” “تعلم من فلان” “لا تصبح مثل فلان” بالتالي أنت يتولد لديك حساسية تجاه الصفات التي يحملها فلان هذا والذي يجب أن تكون عليه وبالتالي تريد أن تصبح مثل هذا الشخص دون أن تفكر هل هذا الشخص جيد بالفعل أم لا؟ هل هو سعيد في حياته هذه أم لا؟
وسائل الاتصال الحديثة
ثمة حرب الآن بين المجتمع بما يشكله من جيل قديم وآباء وأمهات لم يكن لديهم روافد ثقافية غير مكتسبات الأجداد والموروثات التقليدية وبين الشباب على وسائل الاتصال الحديثة وأهمها الإنترنت الذين يحاولون إعادة صياغة هذه الموروثات وإعادة النظر فيها من جديد ويبثون أفكارا مغايرة لأفكار المجتمع وعلى عكس ما يبدو هذا رائعا إلا أن العديد من الناس يقعون فريسة التأثر بالآخرين عبر الإنترنت، لأنهم أيضًا بدورهم لا يجلسون ويفكرون في هذا الكلام ويتأملون فيه بل يتفاعلون معه بلا وعي وعادة ما تكون الخطابات الزاعقة ذات النبرة الانفعالية هي الأكثر تأثيرا في الجماهير فتجد نفسك تتخذ موقفا من شيء بناء على هذه الخطابات الزاعقة، وهذا لا فرق بينه وبين تبني رؤية المجتمع أيضًا الأمر أنك انتقلت إلى الجهة المقابلة فحسب.
وسائل الإعلام
وسائل الإعلام سواء الإعلام الرسمي أو القنوات الفضائية كلاهما يعملان على التأثير فيك قبل أن تعتنق رأيا انظر إليه جيدا هل هو كلام إعلامي معين أم هو نتاج تفكيرك وتحليلك، قبل أن تتخذ موقفا من شيء بعينه هل هذا يعني أنه بناء على انحيازاتك الشخصية أم أنه تأثر من التوجيه الذي يقوم به الإعلام تجاهك؟ هذا ما نتحدث عنه على الدوام أنك قد لا تعرف أين هي شخصيتك الحقيقية وراء كل ذلك وأنت ضحية التأثر بالآخرين وبخطاباتهم حتى أصبحت مسخا لا اعتنقت رأيا يخصك ولا ظللت غير محددا لموقفك لأنك لا تريد تبني رأيا لا يعبر عنك.