ما هي اولويات اثرياء اليخوت ؟ احد كبار الصناع يجيب
لندن: عادل مراد
اشار الدكتور محمد البرواني رئيس شركة اوشينكو لليخوت الى ان توجهات الشركة في العام الاخير كانت لبناء يخوت اكبر حجما وفوق 90 مترا طولا. واضاف الدكتور البرواني في لقاء جرى في لندن مؤخرا ان الشركة التي تعمل من مصانع هولندية تنافس في قمة سوق اليخوت الفاخرة. واوضح الدكتور البرواني ان ما يميز الشركة هو النوعية ودقة الصناعة، وعلى غرار ما تمثله شركة بنتلي في عالم السيارات.
واضاف المدير التنفيذي للشركة مارسيل اونكينوت ان الشركة لن تعود الى بناء اليخوت الصغيرة وانها سوف تستمر في القطاع الكبير من اليخوت وانها تتطلع لبناء يخوت فوق المائة متر طولا.
واكد مارسيل ان لدى الشركة حاليا سبعة مشاريع او يخوت تعمل على بنائها منها ثلاثة يخوت تحت البناء.
هل يعني توجه الشركة الى قطاعات اكبر انها تنافس على عدد اقل من الزبائن؟ نعم قد يكون هذا صحيحا، ولكن التوجه العام هو لطلب يخوت اكبر حجما وهناك بالتأكيد طلب على يخوت اكبر حجما. وكلما زاد حجم اليخت كلما زاد طلب الاضافات والخيارات على اليخت. وقد يكون الطلب على الاضافات ايضا مطلوبا على يخوت اصغر حجما ولكننا نريد تحدي انفسنا بالتوجه الى القطاع الاكبر حجما. ما اين تأتي الطلبات على اليخوت الكبيرة؟ من كل انحاء العالم. وهناك طلبات تأتي الينا من اميركا واوروبا وروسيا ومن الهند ومن الشرق الاوسط. بناء على تجربتك العملية، على ماذا يركز الزبائن الحاليين الذين تصنع لهم الشركة يخوتا. هل يركزون على البيئة ام على تبني التقنيات الحديثة؟ ما هي اولوياتهم؟ الاهتمام الاول هو بالخصوصية ولهذا السبب لا نستطيع حتى الاعلان عن اسماء الزبائن. وفي بعض الاحيان لا نستطيع حتى الافصاح عن جنسية العميل. ويهتم الزبائن ايضا بجوانب الامن في اليخت الجديد. ويعتبر المالك ان اليخت مثل المنزل الخاص الذي لا يجب نشر تفاصيله الى ما لا يخصه الامر. هل هناك اي اهمية للحفاظ على البيئة؟ بالطبع هناك اهمية لهذا الجانب. وتلتزم الشركات بكافة المعايير التي تطبق على الصناعة من حيث الحفاظ على الموارد ونسب البث الكربوني. وتلتزم الصناعة بأي معايير جديدة تفرضها الحكومات وهيئات البيئة. ويتم تطبيق هذه المعايير على مراحل ونحن الان في المرحلة الثالثة من نظافة وقود الديزل في اوروبا. لماذا نرى بعض المفارقات في التزام الشركات بالبيئة ما بين شركة واخرى؟ اعتقد ان كل الشركات تلتزم بمعايير البيئة وان كان بعضها يتحدث اكثر عما يفعله في الالتزام بالبيئة. ونحن نستثمر في جوانب البيئة ربما اكثر من غيرنا. ما هو انعكاس ذلك على ربحية الشركة؟ كل الاستثمار الذي ننفذه يتكلف اموالا ولكنه استثمار ضروري، مثلما هو الحال في صناعة السيارات. وتأمل الشركات ان تستعيد بعض هذا الاستثمار مع مرور الوقت. ويختار العميل احيانا تصميماتاغلى ثمنا لانه يفضلها عن غيرها. ولذلك فمن الصعب مقارنة يخت بأخر لان كل منها فريد من نوعه. هل تجري الشركة ابحاثها على نوعية المحركات اللازمة ليخوتها ام انها تذهب الى مورد محركات لشراء ما يلزم لليخت الذي تصنعه؟ ان موقع المحرك ونوعه مصمم من اجل ان تناسب سرعة اليخت وانطلاقه. ولا يمكن تركيب اي محرك في اليخت الجديد. وليس هناك حل واحد وانما تكامل بين الشركة ومورديها من البداية من اجل ان يناسب المحرك وناقل الحركة اليخت المطلوب بنائه. وفي النهاية الامر متروك لمالك اليخت في اختياراته. ولو كان استعمال اليخت لفترات قصيرة خلال العام فليس هناك اي دواع اقتصادية لتركيب نظام هايبرد باهظ الثمن، وهكذا. اشترت الشركة مؤخرا شركة صناعة يخوت تركية، ما هي اوجه الشبه بين الشركتين؟ ليس هناك اوجه شبه فكل شركة منهما تتوجه الى سوق مختلف عن الاخرى. ومع ذلك فنحن نعمل على تحسين النوعية والكفاءة. ولكن التركيز اولا سوف يكون على استعادة الشركة الى ما كانت عليه قبل بضع سنوات عندما كانت افضل شركة يخوت في تركيا. وليس الهدف هنا هو ان نخلق شركة اوشنكو اخرى في تركيا وانما ان نحافظ على هوية الشركة التركية ولكن مع تحسين نوعية منتجاتها. ونحن نوفر للمشتري العديد من الخيارات مثلما تفعل شركة مثل فولكسفاغن للسيارات التي تقدم للعميل سيارات سيات وسيارات بوغاتي.
من اليخوت التي بنتها الشركة في العام الاخير اليخت اكوانيميتي بطول 91.5 متر وحصل على جائزتين فياول اسبوعين وصل فيهما اليخت الى السوق. وحقق اليخت جائزة افضل يخت فوق 82 مترا وافضل يخت جديد في عام 2014 في معرض موناكو في العام الماضي.
ويتوافق اليخت مع كافة المعايير البيئية البحرية ويمكنه استيعاب 26 ضيفا، واستخدم المصمم اندرو وينش الاسلوب الاسيوي في التصميم الداخلي.
وهو ينطلق بسرعة 20 عقدة ويعمل بمحركي ديزل من طراز “كي تي يو” بقدرة 4828 حصانا لكل منهما.
وكانت شركة اوشنكو قد تأسست منذ 25 عاما من مجموعة مستثمرين من جنوب افريقيا، وكانت اجسام اليخوت تصنع حينذاك في جنوب افريقيا ثم تنقل لتجهيزها في هولندا. ثم قررت الشركة فيما بعد الانتقال الى هولندا بالكامل واتخذت من موقع بحري لها في مدينة البلاسردام، القريبة من روتردام، موقعا لها.ومنذ ذلك الحين تخصصت الشركة في اليخوت التي يتخطى طولها 80 مترا.
ويشير اونكينو الى ان سلسلة اليخوت “واي جنريشن” التي بنتها الشركة، ومنها اليخت “واي 700″، تعد بحق من افخم اليخوت في العالم. وفاز اول يخوت الشركة من هذه السلسلة بجائزة افضل يخت في عام 2007 تم توالت بعد ذلك العديد من الجوائز.
ويظهر العديد من اليخوت التي صنعتها الشركة في لائحة اكبر مائة يخت في العالم، ويؤكد اونكينو ان الشركة تفخر دوما بنوعية يخوتها ومهارة صناعتها مما منحها التميز في كل انحاء العالم. ولدى الشركة فريق مصممين خاص بها ولكنها ايضا تستعين بالمصممين العالميين لاخراج افضل اليخوت في العالم.
كما تعني الشركة بالبيئة وتنتمي الى عضوية جمعية المحافظة على سلامة البحار الدولية وتبذل قصارى جهدها في انتاج يخوت نظيفة تحافظ على سلامة البحار. وتنظر الصناعة الى “اوشينكو” اليوم على انها شركة متخصصة في القطاع الفاخر يعمل بها نحو 150 فنيا، مع عمالة مؤقته لكل مشروع يصل حجمها احيانا الى 500 عامل. وتعني الشركة بالنوعية وليس بالكمية. وهي تنتج عددا صغيرا من اليخوت سنويا وتقوم بتسليم ما بين يخت او اثنين سنويا.
ولكن الشركة تأمل في زيادة انتاجيتها هذا العام بعد التوسع الذي قامت به في عام 2009 بشراء اراض محيطة بمقرها الهولندي وصلت مساحتها الى 57 الف متر مربع. وتوفر المنشآت الجديدة للشركة احواض جافة تستوعب يخوت تصل اطوالها الى 140 مترا.