مبدأ استثمار مصادر القوى 1من اصل4

مبدأ استثمار مصادر القوى 1من اصل4

مبدأ استثمار مصادر القوى 1من اصل4 (2)

كان من ثوابت عمل دركر الروتيني الاستشاري وتوابعه الدائمة أن يسأل عملاءه : « ما هو الشيء الذي تتفرد به مؤسستكم ؟ » فيكون جواب الإدارة العليا الذي يمكن التكهن به من الناحية النموذجية : « لدينا أفراد جيدون جداً في مؤسستنا » . إذا كانت كل شركة يقابلها تمتلك أشخاصاً أقوياء فقط ، فأين الضعفاء وغير الأكفاء ؟ ولذلك يطرح سؤاله الثاني دون قصد الإهانة أو الاستهانة : « جيدين في أي مجال ؟ » يؤكد درگر على أن استخدام كلمة جيد دون مرجعية لا تعني شيئاً ، وهو يعلم أن عبارة « لدينا أشخاص جیدون » بلاغية بحتة ، ويعلم أيضاً أن من الممكن تحديد هوية الأشخاص المتميزين لدى شركة ما ومن ثم تفحص عاداتهم الخاصة بالعمل ومساهماتهم فيه . الوهم الذاتي الذي يقع فيه الكثير من المدراء التنفيذيين يثير لدى درکر الدهشة من عدم تجاوزهم حدود البلاغة في بحثهم عن الأداء و « أنهم يرون مصادر القوة ومصادر الضعف في نواح لا وجود لها فيها » . يرتكب المدراء التنفيذيون بصورة مشابهة خطأ الفشل في التعلم من نجاحاتهما . طريقة درگر في البحث عن أكثر الأشخاص كفاءة في المؤسسة هي صيغة مشرقة للبحث في السوق الداخلية ، فهو لا يطلب إلى الأفراد أكثر من مجرد تسمية زملائهم المبرزين وأن يوضحوا الإنجازات التي جعلت هؤلاء الزملاء مختلفين عن الممارسين العاديين بعبارات واضحة .
افترض دركر أن لا فضل الشركة على أخرى في مجال التوظيف من سوق الاستخدام العامة ، إذ أن كل شركة تقوم حالما يصل عدد المستخدمين فيها إلى ستة بالاختيار من نفس المصدر كأية شركة أخرى وفي هذا تتنافس معها ، ولذلك فإن امكانية الشركة في أن تجد أشخاصاً أفضل هي وهم خالص لعدم وجود مثل هذا الشيء .

m2pack.biz