مبدعونا ….هل نجهلهم أم نتجاهلهم؟ … بقلم د. غسّـان شـحرور

مبدعونا ….هل نجهلهم أم نتجاهلهم؟ … بقلم د. غسّـان شـحرور

مبدعونا هل نجهلهم أم نتجاهلهم؟
مبدعونا هل نجهلهم أم نتجاهلهم؟

أقامت جامعة سانت بطرسبرغ الروسية في العام الماضي 2010 منتدى علمياُ بمناسبة المئوية الثانية لمولد الشيخ الأزهري محمد عيّاد الطنطاوي (1810-1861)، الذي أمضى عشرين عاماً في روسيا القيصرية حيث عين مدرساً للغة العربية، في القسم التعليمي لوزارة الخارجية الروسية، كما عمل أستاذاً في كلية اللغات الشرقية بجامعة سانت بطرسبرغ.

لقد أنجز “الطنطاوي” خلال تلك الفترة من حياته، أكثر من مائة وخمسين مخطوطة، إضافة إلى سيرته الذاتية والعديد من المؤلفات التاريخية والأدبية، منح خلالها العديد من الألقاب والأوسمة، تقديراً لجهوده وإنجازاته، واستمر تكريمه والاعتراف بفضله حتى بعد وفاته، حيث عُـدّ قبره قرب سانت بطرسبرغ من الأملاك الحكومية التي تقوم الحكومة بالحفاظ عليها وحمايتها. كما تبنت كلية اللغات الشرقية بالجامعة مشروعاُ لإصدار مخطوطات الطنطاوي على الشابكة بعد تصنيفها وفهرستها لتكون متاحة لجميع الباحثين والمهتمين في العالم.

أما هذا العام 2011، فقد احتفلت مكتبة الكونغرس الأميركي بالأديب والمفكر اللبناني “أمين الريحاني” بمناسبة مئوية روايته “كتاب خالد”، التي تعد أول رواية كتبها عربي باللغة الإنجليزية، وقد أقامت المكتبة ندوة حول إنجازات هذا الأديب حضرها العديد من الباحثين والمثقفين.

لقد حفل إرث “أمين الريحاني” (1876-1947) بالعديد من الكتب والمسرحيات والقصص التي كتبها باللغتين العربية والإنجليزية، فأضحى بذلك مع “جبران خليل جبران” من أشهر أدباء المهجر.

ما أحوج مجتمعنا اليوم إلى تعزيز ثقافة التكريم، أو أخلاق الاعتراف بفضل الآخرين من أبنائه، خلال حياتهم وبعد رحيلهم، لأنها وبكل بساطة حق من حقوقهم، وواجب من واجباتنا، فما أقسى أن نجهل المجتهدين والمبدعين أو نتجاهلهم، إنها ثقافة وأخلاق تبدأ في البيت والمدرسة, ولا تنتهي بعد ذلك.

 

 

m2pack.biz