قبل البداية نرد على من يزعم أن اللغة العربية فُرِضت على المصريين بالقوة بعد الفتح الإسلامي – بأن مصر تتابع عليها الحكام الأجانب على امتداد تاريخها الطويل من هكسوس وآشوريين وفرس ويونان ورومان.. دون أن يتمكن أحد من فرض لغته على مصر والقضاء على لغتهم الوطنية.. بل تحيا اللغة باهتمام أهلها بها، وتموت بإهمال أهلها لها؛ كما حدث مع اللغة العبرية التي أحياها اليهود في زمن قياسي؛ ومع العربية في الأندلس التي اندثرت بانتهاء العرب في الأندلس.
في البداية؛ يجب أن نعلم أن اللغة العربية لم تكن غريبة على المصريين عندما جاء الفتح الإسلامي؛ فهي تمتد إلى زمن يسبق ذلك؛ لأنَّ كثيرًا من القبائل العربية كانت تقصد مصر إما للتجارة أو للاستقرار.
فكان التجار العرب يأتون إلى مصر ويشترون البضائع اليونانية، ومن المعلوم أن عمرو بن العاص زار مصر تاجرًا قبل الإسلام، واستقرت بعض القبائل العربية في مصر قبل الفتح الإسلامي.
وبعد الفتح الإسلامي بدأ الصراع بين اللغتين العربية والقبطية..ولابد أن نشير إلى العوامل تتحكم في صراع اللغات وتؤدي إلى تفوق لغة على أخرى عند الصراع بين لغتين، وهذه العوامل هي:
– العامل السياسي.
– العامل الاقتصادي.
– العامل الديني.
– العامل الثقافي.
وكل هذه العوامل تعاونت في صالح اللغة العربية خلال صراعها مع القبطية، وعملت على تفوقها والقضاء على اللغة القبطية في مصر.