اختبر ذاتك أولا بأن تجيب على الأسئلة التالية:
– هل ممارسة الهوايات والبحث عن أساليب المرح، أنشطة غريبة على معجم حياتك؟
– هل كان شعورك عاديا عندما رأيت شيئا لم تره من قبل؟
– هل تشعر أن أيامك تسير في روتين ممل؟
– هل تكد وتجد في العمل على حساب الإجازات السنوية المستحقة؟
– هل معاني الفرح والمغامرة والانطلاق لا تعني لك شيئا؟
-هل بهجة التمتع بممارسة رياضة أو هواية مفضلة أو رحلة مقررة أو رفقة صحبة أنيسة دائما مؤجلة؟
إذا كان جوابك “نعم” فنصيحتنا لك هي “قف”، أنت بحاجة لأن تعيد النظر فيما تقوم به، حيث يفترض تمتعك بالحياة اقتطاعك بعض الوقت للراحة والاسترخاء أو التأمل عند الحاجة، فالترفيه ضروري لتجديد النشاط الجسدي، والاسترخاء لازم كي نتعافى من ذلك الشعور المتسم بالإرهاق، والتأمل حاجة نلقي من خلالها نظرة عن بعد إلى ما نحن عليه وما نصبو إليه. وما كانت هذه المسائل الثلاث (الترفيه/ الاسترخاء/ التأمل) ملحة ومطلوبة إلا بعد أن تركت لدينا الحياة العصرية “رتابة” وسأما من جراء تكرار ما نقوم به، فالمرء الذي يدمن العمل مثلا يجد صعوبة بالغة في الانفصال عنه، حتى في بعض المرات وإرضاء لعائلته يجد نفسه موافقا على إجازة لكنه لا يسر بها، أو أن بعضهم يجد نفسه مكرها على القيام بزيارات اجتماعية للأهل والأقارب من حين لآخر وتمضيه العطل في زيارتهم مما ينتج عنها مشاعر سلبية (مثل: التقصير بالجواب، أو الانزعاج من أعباء مالية مترتبة، وغيرها من الرتابات الضاغطة على مسار حياتنا اليومية.
إزاء هذه الوقت تجد نفسك أنه لا بد من تحطيم ما شأنه يزعجك، يضغطك، وذلك بحل الرتابة وفق الاعتبارات التالية:
– قل (لا) للأعمال المتكدسة: قاوم رغبتك الشديدة لها، وقدر حق عائلتك بقسط من وقتك، فلا تدخلهم عالم أعمالك، ولا تدخل شؤون عملك حياتهم الحميمة، لذلك لا تصحب ملفاتك/ (عدة الشغل) إلى حيث الإجازة.
– نظم واجباتك العائلية: اسأل الأهل عن المناسبة العائلية التي حدث، وزر الأنسباء من وقت لآخر، بأن تخصص لهم بعض العطل، وفي حال تعذر حضورك بادر إلى التفاتة مميزة تنوب عنك لتبين كم أنت مهتم، المهم أن لا تبقى أسير عقدة ذنب لأنك خرقت تقليدا عائليا بالبتعاد عن “الواجب”.
– اختر نشاطا ترفيهيا يرضي الجميع، قد تحتاج إلى إجازة زاخرة بالحركة، وزوجتك تتطلع إلى الهدوء وأولادك يتطلبون حفزا مستمرا، خذ في الاعتبار رغبات كل منهم بأن تشركهم في عملية التخطيط حتى تكون “الفرصة” ممتعة للجميع.
ضع في اعتبارك دائما أنك تستحق بعض الراحة بعد أسابيع طويلة من الكد والتضحية، ومضطر معها إلى مواجهة بعض الخيارات، وهذا يعني تقديم إرضاء الذات على المال والمركز الاجتماعي الذي تطمح أو تتبوأ، وتكريس بعض الوقت للعائلة، والاهتمام بنفسك وبأفراد أسرتك وأقاربك اهتماما عاطفيا بغية إظهار أنك منتم ومهتم وليس مجرد صاحب دور عملي ناجح. وحين تضع حققة هذه الأمور نصب عينيك بجدية ستجد أن لديك وقتا لتمضية إجازة، واجعل متطلباتها ضمن إمكنياتك. لا تضع لنفسك قيودا دون السفر والترفيه وتفوت عليك متع.