مثال شهرزاد وشهريار الملك
9من اصل9
هو ما أرادت شهرزاد إسماعه للملك شهريار بأن علاقته مع امرأة لا تصبح سوية إلا إذا دفعت بتجربة الخصاء على أساس أنه لا يمكن أن يكون ذلك الفالوس الذي ينقص الأم؛ وأن معرفة حرمانها منه تمر عبر الأب كشرط أساسي لامتلاك الفالوس على قاعدة نقصانه. وهذا النقصان في الوجود هو الذي يجذب المرأة إلى الرجل والعكس صحيح. (سنوضحه فيما بعد).
يتبين لنا أن ترابط الهوامات الخصائية الواحدة تلو الأخرى في حكاية جودر مرهونة بموقع الأم كمدخل أساسي لحل عقدة الخصاء(·). والتجربة التحليلية لا تترك مجالًا للشك: الأم هي التي تدخل الطفل في النظام الرمزي، وما يتعلق منها في عملية الخصاء هو خسارته المتمثلة في الفالوس الذي كان يتوهم أنه بديله، والذي كان يعتقد أنه يتمم لها وجودها. ولكن الحاصل أن هذا الوجود يبدو من خلال ضياع موضوعه، أنه نقصان يطال كلا الطرفين في آن معًا، نظرًا إلى وجود قصر بيولوجي جسدي يحول دون المطابقة لما هو مطلوب من الآخر.
تتمحور علاقة الأم بالطفل حول موضوع نتخيل ميزته أنه لا يوجد أي موضوع يطابقه في الواقع، مهما حاولت الأم حصر نقصانها في تكاملها مع الطفل.. كون هذا الأخير يدرك حتمية عدم المطابقة بين ما هو مطلوب وما يمكن أن يكون. الفرق يفتح أفق التخيل.
يعرف الطفل بحكم البديهية أن هناك نقصًا في وجود الأم، وأنه إذا كان موضع اهتمامها وعنايتها، فلا بد أن يكون جزءًا مما يتم هذا النقص. ونظرًا إلى أنها في موقع تلبي كل طلباته، ومصدر لاستمراره، يحاول، بشتى ما يتيسر له، أن يحول رغبتها إلى موضوع رغبة الأم كي يتماهى به، وتصبح رغبته هي رغبة الأم نفسها. إلى أن يأتيه الجواب منافيًّا لما كان ينتظر؛ فالأم ليست حضورًا دائمًا، فهي غياب وحضور في آن واحد،
(·) هذه المخاوف من الخصاء تدخل في حقل المخيال لأنه في الواقع لم يحصل أن أبًا خصى ابته. والتحليل النفسي ينقل المتحلل من الخصاء المتخيل، مصدر العصاب، إلى الخصاء الرمزي.