7 من أصل 7
ومن سوء الطالع, أننا نعد المشهورين نماذج نقيس عليها ذواتنا, ونحن نشاهد أولئك المشهورين من خلال المقابلات التي يجريها معهم التليفزيون من خلال برامجه المختلفة, نشاهدهم وهم لا يظهر عليهم الخوف أو القلق أو التعاسة. نشاهدهم وهم مرتدين ملابسهم بطريقة تتم عن ذوق فطري فيهم . هؤلاء المشهورون يبدون لنا وكأنهم بلا أخطاء, أو نقائص, وهنا يزداد إحساسنا بالعار نظرا لإدراكنا لنقائصنا وعيوبنا. وبالرغم من كل ذلك , لو كان لكل من أولئك المشهورين هذه الأهمية وذلك الكمال, فإلي أين سيذهب بنا كل ذلك؟
ومن السهل تماما أن ننسي أن الصور التي تثبت إلينا من خلال وسائل الاتصال بالجماهير تكون منظمة, ومرتبة, ومهندمة على نحو يستهدف خلق تأثيرات محددة, ولا تكون مجرد انعكاس أمين للواقع الحقيقي. والتفسير الوحيد الذي يمكن أن نسوقه لغياب السعادة, وانعدام الثقة بالنفس, والجدارة بالاهتمام والانتباه مثل أولئك المشهورين يتمثل في أننا نحس- مرة أخري- أننا لسنا على المستوي المطلوب. وهنا نحس أننا نحتاج إلى الكثير كي نتمكن من إبراز صورة للثقة بالنفس التي تعني شم شيء من الكوكايين أو تعاطي بعض المشروبات كي نتمكن من تحقيق ذلك على نحو أفضل.
وإذا أردنا التخلص من تلك الرغبة القهرية, حتى يتسنى لنا أن نكون أفضل قبولا واستحسانا, فذلك يحتم علينا أن نكتسب معيارا صلبا للرضا والقبول الحقيقيين, حتى يتسنى لنا الوقوف على قيمتنا الجوهرية, وأننا لسنا بحاجة إلى اكتساب تلك القيمة عن طريق القياس على معايير الكمال العرفية الخارجية.