محاولات لتحديث كتابات درکر 1من اصل2
ناقش جون بايرن John Byrne في مقال نشر عام 1992 بمجلة بيزنس ويك Business Week الحالة
الراهنة لنظرية الإدارة ، وأدرج خمس مدارس رئيسة يعتبرها المدراء التنفيذيون نماذج للإدارة في القرن
الحادي والعشرين وهي : التفويض والمؤسسة التعليمية وإعادة الهندسة والبنية التنظيمية والقدرات التنافسية
الخاصة. وقد نبتت هذه المنهجيات الخمسة من بذور ز رعت ونمت في تربة كتابات دركر الأولى ، ولنقف
قليلا ًلنرى كيف يمكن إرجاع كل من هذه العبارات الرنانة إلى درگر؛ فالتفويض ( الإدارة بالأهداف ) والشركة
التعليمية ( عمال المعارف ) وإعادة الهندسة ( تعريف مراحل شركة الأعمال التقليدية والانتقالية والمتحولة )
والبنية التنظيمية ( فكرة التصميم البنيوي تلي الغاية الاستراتيجية ) والقدرات التنافسية الخاصة ( التميز في
المعرفة المركزية ) .
ليس هناك من أحد يستطيع أن يتهم مؤيدي هذه المداخل الجديدة بإعادة صياغة أفكار درگر واجترارها، وهو
الذي كان سيشكر لهم تنقية هذه المفاهيم الأقدم بأساليب رفيعة لإشباع حاجات الإدارة المعاصرة وسبارك
جهودهم في تحمل مسؤولية القيام باختبارات أداء لنظرياتهم من خلال جهودهم الاستشارية لدى شركات رائدة
بدلاً من ترك أفكارهم ترقد في الصحف الأكاديمية . غير أن بايرن يطرح نقطة تجلب الانتباه : « كبار العلماء
الجدد لا يكررون كتابات دركر وهو المفكر الأكبر الذي يذكر في الإدارة في زماننا ، بل يقومون في الغالب
بتحديث ما كتبه عن طريق إضافة أفكار وأدوات جديدة إما كان قد أطلق عليه تسمية لممارسة الإدارة » ،
وذلك في مناقشته للعلاقة المتبادلة بين كتابات دركر الأولى وبين كتابات الرواد الطليعيين من مفكري الإدارة
وبين طول عمره الفكري .
يؤيد العالم البريطاني تشارلز هاندي Charles Handy تأكيد بايرن وذلك في قوله « إن كل
شيء يمكن إرجاعه في نهاية المطاف إلى درگر ».