مختلُّون عقليٍّا في المشفى العام

فقره7
فقره7

 

7من اصل7

 

 

علاوة على أنهم الوحيدون الذين كان لديهم الحق في حضور القداس. ومع ذلك، نجد في مكانٍ آخر داخل مؤسسة بيسَتْر مهجعين؛ أحدهما مخصص لــ “السذج الأبرياء”، والآخر لـ “المكفوفين والمغفلين”. كما هي الحال في مؤسسة سالبيتريير، يُقصد بالمصابين بخرف الشيخوخة (وهو مصطلح حديث للغاية بالطبع) أولئك المُحتجَزون الذين لم يدخلوا مؤسسة بيسَتْر بصفتهم حمقى، وإنما أصيبوا بهذا الخلل العقلي مع تقدمهم في العمر.

لقد تحدثنا عن الكثير من الأمور، بعضها شديد البشاعة، فيما يتعلق بالأوضاع المعيشية، أو بالأحرى ظروف البقاء، في مؤسسة بيسَتْر. وسوف نعود فيما بعد إلى بيسَتْر للحديث عن الخطاب الخيري بها. ومما لا شك فيه أن الأوضاع في بيسَتْر كانت أكثر تدنيًا عما هي عليه في مؤسسة سالبيتريير. وقد شُددت الحراسة وفرض ممارسات وحشية؛ نظرًا لأن الرجال كانوا يشكلون خطورة كبيرة، سواء على صعيد المجرمين والجانحين أو على صعيد المجانين الذين كان يتم احتجازهم في حجرات ضيقة لا تتعدى مساحتها مترين مربعين، موجودة غالبًا في القبو حيث لا تصلها تدفئة ولا تهوية جيدة، وكان يتم تكبيلهم بالحبال بل وبالأغلال عند أول بادرة تدل على الهياج، وكانوا ينامون في معالف حجرية ملاصقة للجدار ومفروشة بقش الشَّيْلَم الذي نادرًا ما كان يجري تجديده أو تزويده بأغطية. والمجانين الذين كانوا يقومون في أغلب الأحيان بتمزيق ملابسهم، كانت لا تُوَزَّع عليهم إلا الملابس المستعملة من قِبل السجناء. قلة نادرة هم مَن كانوا يملكون القدرة على التنزه في أفنية الحي، ولم يكن ذلك بدافع القسوة بقدر ما كان ناجمًا عن نقص في الموظفين (فلم يكن هناك إلا ستة أفراد يعملون بدوام جزئي في خدمة أكثر من ١٥٠ مجنونًا، بالقطاع السابع). وكثيرون كانوا يجدون أنفسهم مضطرين في فترات الازدحام إلى تشارك غرفة واحدة مع نزيل آخر، أو إلى النوم في أسِرَّة كبيرة يتقاسمها أربعة أو خمسة أو حتى ستة أشخاص في العنابر. وتعطي اللوائح الداخلية الانطباع بأنه كان يتم تقديم كمية مناسبة من الغذاء،

m2pack.biz