مدخل النظم 1من اصل2

مدخل النظم 1من اصل2

مدخل النظم 1من اصل2 (2)

قبل أن يخوض درکر عباب دراسة الإدارة كانت عدة إنجازات ناجحة قد تحققت على يد أفراد في شركات
أعمال لم يتدربوا بشكل منظم في تخصص الإدارة   . أضف إلى ذلك أن هناك عدد من المدراء التنفيذيين الأكفاء
الذين لم يقرؤوا كتبه أبداً وذلك حتى مع زيادة رفعة منزلته وتنامي سمعته كمرجع موثوق في الإدارة   ، إذ تعلم
الكثير من الأشخاص الذين كانوا يمارسون الإدارة بنجاح دونما نظرية مكتوبة وكان يحترمهم ويعجب بهم   ،
ويقارنهم في نفس الوقت مع شخصية السيد في مسرحية موليير Moliere الذي لم يكن يعرف أنه ينطق نثر اً .
كان إبداع دركر الواعد هو الذي سيحدد معالم ممارسات ونتائج الأفراد المبرزين ويقنون منجزاتهم وأنشطتهم
التخصصية ضمن أنماط تكاملية منظمة   .
لم تؤيد نظرية دركر في الإدارة الحديثة طرح وظيفة واحدة لشركة الأعمال الجديدة   ، بل تشكل ابتكاراً من
ربط العناصر الرئيسة (   كالربحية والتسويق والعلاقات الإنسانية والمسؤولية العامة ) لبقاء شركة الأعمال في
كل متكامل   . وفي هذا الشكل فإن بقاء الشركة يتطلب مساهمة كل وظيفة بالحد الأدنى من الأداء   . ولذلك فإن
أحداً لم يعد ينظر إلى إدارة الشركة كحزمة من الإخصائيين بإدارة الأعمال بل كتخصص متداخل متبادل قادر
على أن ينتظم في سبيل العمل المنظم   .
اشتملت هذه الصيغة المحددة لعمل الإدارة العليا على مهام مثل تزويد الشركة ببيان هادف عن مهمتها وتنظيم
نتائج رأس المال والأفراد   ، وتعيين مهام محددة لا يمكن أن يعهد بها إلى أشخاص آخرين   ، والإقرار بأن
الأدوات والتقنيات هي وسائل ولن تكون بأي حال من الأحوال غايات أبدا ً .
 

m2pack.biz