مدى النظر
يجلس،
ينتشل وعيه من يوميات عائمة،
ليفض من البواطن سبب مآله–
الذاكرة وقت مشاع و الصور كونية.
يعصر رأسه ليتذكر،
يستجمع لحظة تأمل محكمة،
في التباس الأبعاد و الأحجام،
الوسائط تولف مماته وقيامته،
‘صور أوقات متهافتة في وقت واحد’–
الطفولة توأم التوليف، اسم طباقي،
وليد الوقت الضائع.
و في لحظة تأمل،
ينسج السياق و المراحل،
في رأسه عرافة
ترتب الأبواب في السردية،
تلوك حديقة الاحتمال فوق مسارب بحثه–
هناك بذور تكفي لزرع غابة،
و لكن هل من وقت كاف لتنسيق حديقة؟
يتتبع الاثر يندثر في راهن يمضي،
ذاك باب الجريمة وذاك مسلك الخطيئة،
هذا منبت الثأر وهنا ناموس النوائب،
هذه عتبة البيانوهذا افتراض الحقائق –
‘مذبحة شاحبة تحت ضباب مشرق’.
الانعتاق اول الوعي وحبل المؤانسة،
لكن الاستعلام عن المآل اول الفخ،
و تبويب الاصول استلهام المرايا،
السؤال عن البدايات ينسج خاتمتها،
أتتذكر لتستأنف ام لتلتمس البداية ام لتنسى–
الشفاء وهم الأبعاد و ألوان الغاية و النهاية.
الماضي والمستقبل طبائع الوعي المتضرع
والحاضر طبيعة الآلهه –
يتمدد في الوعي كأرشيف غال في اتجاهاته،
كبر هو ولكن الأفكار مازالت فتية.
خرجت من مسارك؟
هكذا هو الخلل،
داخلي، كامن، ناشز،
فريد، لا يحصده جمع
ولا تفرقهعاصفة.
انزل هالتك عن مدى النظر،
من يذكرك يحبسك في حلم،
ومن لا يعرفك لن يعرفك في الصور–
النهاية تسبق البداية والغياب مدخل البصر.
بعيد واليف،
اسطورة جسدك تضيئ الخرائط
للقمر المزدري، للسواد.
رهبان الصحراء استعادوا صورك في هيستيريا الجثث،
واحبتك لم يدر في خلدهم ان التأبين اول الحب وان المشيئة اول الخلاص.
مرقط في هذا الموت
تطفو مع الزبد
بين السيوف والملاحم.
الضوء يعبر على جلدك
كقمر مشاغب،
يحبو على جسد رخو ممدد خلف الستائر
تؤججه نسمات الهواء،
فوق اختيال العظم واللحم هذا…
*شاعر لبناني
علي شمس الدين