يبدأ نجاح المشروع الصغير من اختيار فكرته الجادة و الجذابة، والتي يمكن ترجمتها في شكل منتج أو خدمة تشبع احتياجات الزبائن، ولن يتمكن المشروع من النجاح دون أن يكون قادر على جذب الزبائن حتى لو كان يتمتع بالكثير من الإمكانات.
إن نقطة البداية السليمة في تأسيس المشروع الصغير هو أن تكون هناك فكرة جيدة تعبر عن فرصة حقيقية في السوق يمكن استثمارها(والاستفادة منها) وليست مجرد تمنيات أو آمال غير مؤكدة.
وللتأكد من سلامة وجدية فكرة المشروع المختارة فان هناك عدد من العوامل أو (الأسئلة) التي تحكم على ذلك إيجاباً أو سلباً. وهذه العوامل هي:
أولاً معرفتك وخبرتك في مجال عمل فكرة المشروع المختارة
تعد معرفتك وخبرتك في طرائق وأساليب الإنتاج أو تقديم الخدمات من العوامل المهمة في تقييم فكرة المشروع، الأمر الذي يضمن تقديم هذه المنتجات أو الخدمات بجودة عالية. لذلك – عزيزي .. عزيزتي- يجب طرح الأسئلة التالية على نفسك:
كم أعرف من المعلومات في مجال عمل المشروع المزمع تأسيسه؟ وما الذي ينقصني منها؟
هل سأحتاج إلى وقت للحصول على المعرفة والخبرة في مجال عمل المشروع المزمع تأسيسه؟
هل سأحتاج إلى شريك يمتلك المعرفة والخبرة في المشروع المزمع تأسيسه؟
ثانياً: مهاراتك في مجال فكرة المشروع المختارة
يتطلب تأسيس ونجاح فكرة المشروع مهارات وخبرات عديدة، منها الفنية والإدارية والمالية، فلا بد من توافر هذه المهارات والخبرات لكي تفي بمتطلبات عمل المشروع المزمع تأسيسه، وعدم امتلاكك هذه المهارات والخبرات قد يعرض الفكرة للفشل. لذلك – عزيزي ، عزيزتي- يجب طرح الأسئلة التالية على نفسك:
ما المهارات والخبرات اللازمة المزمع تأسيسه؟
ما مدى امتلاكي للمهارات المناسبة لتأسيس ونجاح المشروع المزمع تأسيسه ؟
كيف يمكنني اكتساب أو الحصول على المهارات والخبرات التي أفتقر إليها؟
ثالثاً: توفر الموارد المالية المطلوبة لتنفيذ فكرة المشروع
عزيزنا .. يحتاج المشروع لرأسمال لكي يفي بمتطلباته، وإن لم يتوافر رأس المال فقد يؤثر ذلك على نجاح فكرة المشروع في السوق، قد تبدأ معظم المنشآت الصغرى بتمويل ذاتي (شخصي) أو من قرض أو من كليهما معا. ومن المهم أن تدرك بان المشروع قد تحتاج إلى بعض الوقت لتحقيق الإيرادات. لذلك يجب طرح الأسئلة التالية على نفسك:
هل أعرف الموارد المالية المطلوبة للبدء بتنفيذ فكرة المشروع؟
هل أعرف المصادر التي سأحصل منها على تمويل للمشروع؟
رابعاً: سهولة دخول السوق
تستطيع أن تعرف مدى سهولة دخول السوق عند الإجابة على هذه الأسئلة:
ما المنتجات أو الخدمات المطلوبة والمرغوبة في المنطقة او السوق الذي ستستهدفه فكرة مشروعي؟
من هم المنافسون الذين يقدمون هذه المنتجات أو الخدمات في منطقة عمل منشأتك؟
هل يستطيع السوق استيعاب مشروعات مماثلة أخرى؟
خامساً: قدرتك على التميز
يعني التميز قدرتك على إنتاج منتجاتك أو تقديم خدماتك لزبائنك بطريقة جديدة ومغايرة لما يقدمه منافسوك. فمن الجيد أن تسأل نفسك عن الآتي:
ما الصفات التي ستتميز بها منتجاتي أو خدماتي؟
هل أملك أفكارا خلاقة ومبتكرة لمنتجات أو خدمات جديدة؟
هل سأقوم بتطوير بعض المنتجات أو الخدمات الموجودة في السوق؟
((استكشاف وتحليل بيئة المشروع الداخلية والخارجية))
بعد دراسة الفكرة جيدا يجب التعرف علي البيئة التي سيعمل فيها المشروع أو ما يطلق عليه (بتحليل نقاط القوة والضعف والفرص والمخاطر)
فلضمان أننا اختيارنا انسب فكرة مشروع، لابد من إجراء تقييم أو مسح شامل لاحتمالات نجاح فكرة مشروعك (والمتمثلة في نقاط القوة التي يمتلكها المشروع أو الفرص التي يمكن أن يستفيد منها)
وفي الوقت نفسه، علينا أن نقيم ونحلل الأمور التي قد تؤثر سلبيا في نجاح فكرة مشروعك (والمتمثلة في نقاط الضعف الداخلية التي سيتأثر بها المشروع أو المخاطر الخارجية والتي يمكن أن تهدد المشروع)
ومن خلال التعرف علي البيئة التي سيعمل فيها المشروع أو ما يطلق عليه (بتحليل نقاط القوة والضعف والفرص والمخاطر)يمكننا:
أ- تعزيز نقاط قوة المشروع والبناء عليها.
ب- ومعالجة وتحسين نقاط ضعف المشروع.
ج- وأيضاً استثمار الفرص المتوفرة للمشروع.
د – واتخاذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة التهديدات التي تحيط بفكرة المشروع الصغير.
وتمثل مواطن القوة والضعف عناصر داخلية في المشروع…
• فمثلاً نقاط القوة في مشروع ما، هي العوامل الإيجابية التي ستتوافر داخل المشروع والتي ستترك أثراً إيجابيا في المشروع، مثل: – توافر المعرفة والخبرة والمهارة عند صاحب المشروع، – توافر رأس المال اللازم للبدء، – توافر المكان المناسب، – توافر المواد الخام، توافر الموارد المادية، – توافر الأيدي العاملة المهرة، – وغيرها.
• أما نقاط الضعف في مشروع ما فهي مجموعة السلبيات الموجودة داخل المشروع والتي سيعاني منها المشروع، مثل:- عدم توفر المعرفة والخبرة والمهارة عند صاحب المشروع.، – أو أن تكلفة المشروع عالية لا تتناسب والقدرات المالية لصاحب المشروع، – أو عدم توافر المكان المناسب، – عدم توافر البنية التحتية، – عدم توافر الأيدي العاملة، وغيرها.
وتمثلُ الفرصَ والمخاطر عواملَ خارجية موجودة في البيئة المحيطة للمشروع وتؤثر على المشروع في الحاضر والمستقبل.
• فالفرص المتاحة لمشروع ما هي الظروف والتغييرات التي تحدث في البيئة المحيطة للمشروع ، ويمكن استثمارها لمصلحة المشروع، مثل: عدم وجود منافسين في السوق، غياب منتجات أو خدمات مشابهة لفكرة المشروع في السوق، توافر المواد الخام بأسعار رخيصة، وجود إعفاءات من الضرائب والرسوم الحكومية، وغيرها
• أما المخاطر التي تواجه مشروعاً ما، فهي التهديدات والمشاكل التي يمكن أن تحيط بالمشروع والتي قد تؤثر في فرص نجاح فكرة المشروع مثل: – كثرة المنافسين في السوق، فقدان المواد الخام من السوق، ارتفاع وكثرة الضرائب، وجود سياسات حكومية غير مشجعه، وغيرها.
إن تحليل عناصر وعوامل البيئة الداخلية والخارجية للمشروع وذلك بالتعرف على مواطن القوة والضعف في العناصر الداخلية للمشروع وكذا التعرف على الفرص والمخاطر الخارجية التي تحيط بالمشروع يساعد في تقييم جدوى فكرة المشروع المختارة، أو إدراك الحاجة إلى تغيير فكرة المشروع إذا لزم الأمر.
كما يستفاد منه عند وضع خطة عمل المشروع. بالإضافة إلى أنه وسيلة لتطوير المشروع… ويساعد على اتخاذ القرارات السليمة وذلك من خلال التركيز على نقاط القوة في المشروع والاستفادة من الفرص المحيطة من أجل التغلب على نقاط الضعف والتخفيف من المخاطر التي يمكن أن تهدد المشروع في الحاضر والمستقبل.