مدينة الداخلة
المغرب من الدّول العربية الغنية عن التّعريف، وتشتهر بسمعة مدنها العريقة على المستوى العالمي، فهي محط أنظار السّياح والزّوار من جميع أنحاء العالم، وتشرف المغرب على البحر الأبيض المتوسط وكذلك على المحيط الأطلسي.
تعددت المدن والموانئ المغربية على طول تلك السّواحل، فمدينة الدّاخلة سرقت الأنظار من بين المدن التي تشرف على سواحل المحيط الأطلسي، وسنتعرف معاً على مدينة الدّاخلة المغربية.
موقع مدينة الداخلة
تقع هذه المدينة السياحية في أقصى جنوب المغرب من الجهة الغربية في الصحراء المغربية المشهورة، حيث تبعد مسافة ستمائة كم في نقطة الكويرة، وهي النقطة المشتركة بين حدودي المغرب وموريتانيا، وتبعد عن مدينة العيون مسافة 650 كم، وتحتل المركز الثاني من حيث المساحة بعد مدينة العيون في جنوب البلاد.
يطلق على هذه المدينة اسم وادي الذهب وكذلك فيلا ثيسنيرس كما سماها الإسبان عندما احتلوا المنطقة وجعلوها منطقة مخصصة للصيد، حيث تتميز الداخلة بإطلالتها المميزة على سواحل المحيط الأطلسي.
جغرافية مدينة الداخلة
تتميز الطبيعة الجغرافية للداخلة بأنها شبه جزيرة تحيط بها المياه من ثلاث جهات، وتمتد داخل مياه المحيط الأطلسي مسافة أربعين كيلومتراً، وهذه االمسافة الطويلة داخل البحر تميزت بها هذه المدينة ومن هنا تمت تسميها بالداخلة ( داخل البحر).
ما يميزها أكثر جوها المشمس على مدار السنة، وعدا عن ذلك الرياح التي تهب فيها على مدار السنة، فمناخ وطقس الداخلة هو مناخ دافئ وهو أهمّ عنصر من عناصر السياحة المهمة لأية مدينة، فالداخلة مدينة سياحية مشهورة تجذب إليها الزّوار دون عناء.
أبرز ما تشتهر به مدينة الداخلة
تشتهر الدّاخلة بالثّروة السّمكية المتنوعة والوفيرة جداً؛ وهذا ما جعلها محط اهتمام الإسبان كمعقل لهم لصيد الأسماك، ففي عام 1884 تمكن الإسبان من استعمار الدّاخلة وإنشاء قواعد خاصّة فيها إلى عام 1975حتى تحريرها، وطرد الاستعمار منها خلال فترة حكم الملك حسن الثاني.
المدينة مورد اقتصادي مهم للمغرب، فهي مدينة منتجة للأسماك، حيث يتوفر فيها ميناء بحري مهم مخصص للصيد وتصدير الأسماك كسمك المصبر، والسّردين، والأخطبوط، والمحار، ويعتبر المحار البحري من أجود أنواع الأسماك التي تتم تربيتها في مزارع خاصة.
تتصف المدينة بنظافة أحيائها وشوارعها الشاسعة، ومن المعالم التاريخية فيها الكنيسة الكاثوليكية القديمة التي بناها الإسبان، ومنارة لمبريس والمنارة البحرية المبنية على جرف بحري غرب المدينة، حيث يصل طولها إلى ستين متراً.
ما يشدّ الزوار إلى مدينة الداخلة هو خليج وادي الذهب الهادئ وهو مكان مناسب لركوب أمواج البحر والتزلج على الماء، وممارسة الرياضات المائية بكل آمان وهدوء دون أية مخاطر تذكر.