مدينة خنيفرة
تتمتّع مدينة خنيفرة بسمعة تاريخيّة قديمة، إذ إنّها كانت العاصمة الرسميّة للقبائل الأمازيغيّة التي عُرفت في البلاد المغربيّة بقبائل زيان، وجاء صيت هذه المدينة لكونها شهدت أشدّ حركات المقاومة منذ بدايات القرن العشرين ضدّ الاستعمار الفرنسي، ليُهزم هذا الاستعمار في عام ألف وتسعمئة وأربعة عشر للميلاد في أرضها، بمعركة شهيرة عُرفت باسم معركة لهري.
هي مدينة ضاربةٌ بجذورها في عمق الأرض، ولذلك عرفت بعراقتها وبحفاظها على آثارها القديمة، وأيضاً حافظت على بيئتها النقيّة التي تنعش الأنفاس وتسحر العيون.
أصل التسمية
لُقّبت مدينة خنيفرة بعدّة أسماء عبر تاريخها الطويل، حيث عُرفت بمدينة مهد المقاومة، وأيضاً بمقبرة الفرنسيّين، إلاَّ أنّ أجملها والذي ما زال ملاصقاً لها حتّى اليوم هو جوهرة الأطلس.
يعود اسم مدينة خنيفرة بهذه التسمية – وذلك بحسب عدّة روايات قديمة – إلى أنّه كان يعيش في هذه المنطقة منذ القِدَم راعي غنمٍ، عُرف باسم خنفر.
الموقع والمساحة
مدينة خنيفرة هي إحدى المدن الواقعة في القارّة الإفريقيّة، وهي واقعة في المملكة المغربيّة، وتُعتبر حاضرة الإقليم الذي يحمل الاسم نفسه، وموقعها تحديداً في بني ملال خنيفرة، جهة مدينة مكناس تافيلات، الواقعة بين جبال الأطلس المتوسّط الأربعة، وترتفع عن مستوى سطح البحر بثمانمئة وستة وعشرين متراً.
أما مساحتها فإنها تبلغ حوالي 300كم2. يبلغ عدد سكّان مدينة خنيفرة ما يُقارب الخمسة وسبعين ألف نسمة، وذلك بحسب الإحصائيّة التي تمّت عام ألفين وأربعة للميلاد.
أهمّ الشخصيّات
خرجت من مدينة خنيفرة عدّة شخصيّات مهمة، خلّدها التاريخ، وافتخرت بها البلاد، فكانت من أهمّ رجالات المملكة المغربيّة، ومنهم محمد رويشة، وأيضاً موحا أوحموالزياني، إضافة إلى بوكلو العربي.
أهمّ المواقع السياحيّة
لعلّ السياحة في خنيفرة تزدهر لكونها ضمن إقليمٍ ذي طبيعة جبليّة – غابيّة، حيث يوجد العديد من المنتجعات الضخمة والتي تُعدّ من أهمّ العناصر الجاذبة للسياحة في الإقليم، وخاصّة منتجع أگلمامأزگزا، والذي يحمل اسم المنطقة، والذي تكثر فيه أشجار الأرز التي تتصف بشموخها، إضافة إلى الأصوات المثيرة المنبعثة من قردة المكاك التي تكثر فيها، ويضم هذا المنتجع بحيرة عميقة جداً وتمتاز بصفائها، والتي تحوي على أصناف مختلفة من الأسماك النادرة، وصنّفت هذه المنطقة بين المواقع التاريخيّة.
كما يحتوي على عدّة غابات تتميّز بالتنوّع النباتي البيولوجي، والتي تمتدّ على آلاف الهكتارات، وتضمّ مختلف أنواع الأشجار وخاصّة البلوط والصنوبر والفلّين والأرز. كذلك تشتهر بحيرة ويوان التي تُطلّ عليها هذه المدينة. وهنالك شلاّلات عيون أمّ الربيع، التي يقصدها السيّاح للتمتّع بالسباحة وسط غزارة مياهها.