مذكرات نزيه أبو نضال ‘من أوراق ثورة مغدورة’
بيروت ‘القدس العربي’: صدرت قبل أيام، في كل من بيروت ودمشق، عن دار قدمس، مذكرات نزيه أبو نضال، تحت عنوان ‘من أوراق ثورة مغدورة’، وكانت قد صدرت قبل أشهر كنسخة الكترونية.
المذكرات اتخذت شكل حوار طويل أجراه الباحث الفلسطيني د. زياد منى الذي يقول في تقديمه للكتاب: ‘من خلال تجربته مع المقاومة الفلسطينية، بوصفه واحداً من أوائل الذين انضموا إلى صفوف الكفاح المسلّح، فإن مذكرات نزيه أبو نضال لا تتوقف عند مراحل حياته وتجربته الطويلة في صفوف الثورة الفلسطينية، بل تعود إلى جذوره منذ الولادة، لتشكل لوحة حياة يمتزج فيها الاجتماعي مع السياسي والنضالي وتقع بين عشرات الفصول ومئات الأسئلة التي تحاول البحث عن الجواب كيف تحول غطاس جميل صويص إلى نزيه أبو نضال؟ ثم ‘لماذا هُزمنا في كل المعارك التي خضناها، قوميين، وأمميين، ونقابات شعبية، وثورة فلسطينية مسلحة؟’.
ولقد أتاحت المواقع المتعددة والهامة التي شغلها نزيه أبو نضال، في العديد من المواقع الاطلال عن قرب وبعمق على تجربة الثورة الفلسطينية المعاصرة، وما كان يدور في عوالمها الداخلية من آثام وبطولات وأسرار.. حيث كان: مقاتلا، ومدربا، ومفوضا سياسيا، ومسئولاً إعلاميا، في العديد من المجلات الفلسطينية، وفي إذاعات الثورة، وكادرا متقدما في العلاقات الخارجية لحركة فتح وكاتباً، ونقابيا، كرئيس لاتحاد كتاب فلسطين في لبنان، لمدة عشرة سنوات، وناشطا في الكثير من الهيئات واللجان المدافعة عن الحريات الديمقراطية والمناهضة لفكر التسوية والتطبيع.
المذكرات شهادة من الداخل عن مرحلة من تاريخ حركة فتح التي قادت العمل الوطني الفلسطيني، كتبها للمرة الأولى مشاركون في العمل الفدائي بهذه الدقة والصراحة المتناهية، ولذا فإنها شهادة على العصر، بكل ما تحمله الكلمة من معنى تفيد الأجيال القادمة في تعرف حقيقة أوضاعنا حينذاك، وأسباب الانحطاط الذي تعانيه الحركة الوطنية الفلسطينية الآن، وهي تحتاج إلى إثرائها بشهادات مناضلين آخرين يتناولون الموضوع برؤية أخرى، من دون مساحيق تجميلية، ما يساعد في الاستفادة من إيجابيات تلك التجربة الفذة وتجنب سلبياتها، في الطريق إلى تحرير فلسطين. وفي الخندق المضاد لنهج التسوية الذي دمر الثورة الفلسطينة، حين طارت إلى أوسلو، ثم لتنُحر في المقاطعة.
يقع الكتاب في 335 صفحة من القطع الوسط، ويضم الطبعة الرابعة من كتاب ‘تاريخية الأزمة في حركة فتح’ الذي صدر عام 1984، وهو بهذا يستكمل مشروعه في متابعة وتوثيق تجربة الثورة الفلسطينية المعاصرة في كتبه: مواجهات سياسية، 1982. في مواجهة عقلية التسوية، 1982. البرنامج الفلسطيني، 1984.
وقد صودرت نسخ كتاب المذكرات ومنع في الأردن.
والمذكرات تحمل الرقم 62 بين مؤلفات الكاتب المنفردة والمشتركة، ومنها: جدل الشعر والثورة، 1979. أدب السجون، 1981. علامات على طريق الرواية في الأردن، 1996. روايات وروائيون من الأردن (بالإنكليزية)، 2001. غالب هلسا، 2002 . تمرد الأنثى، 2004. التحولات في الرواية العربية، 2006. شهادات روائية، 2008. حدائق الأنثى، 2009. مذكرات أبو إبراهيم الكبير، 2010. الكاشف الفلسطيني، (5 أجزاء) ، 2011. الساخرون، 2013.