مراجعة التخطيط الشخصي بشكل مستمر
نؤكد مرارًا وتكرارًا على ضرورة مراجعة التخطيط الشخصي وعلى فترات تحددها لذاتك من البداية. هذه المراجعة تشمل التركيز على العديد من الأشياء مثل التأكد من حفاظك على الأشياء الجيدة التي تميزك، وأنك تحاول استغلالها بأفضل شكل ممكن. كذلك محاولاتك للتخلص من الأشياء السلبية كالإلهاء على سبيل المثال، بحيث ترى إن كان هناك أي تقدم يحدث معك أو لا.
وأثناء الكتابة في التخطيط الشخصي فإننا قد تحدثنا أنه قد يحدث غياب لبعض العناصر، وبالتالي عليك أن تراجع ذاتك حتى تعرف إن كنت تمكنت من اكتساب هذه الأشياء أو لا. وإن كنت لم تكتسبها بعد، فما الأسباب التي منعتك عن فعل ذلك؟ حتى تتمكن من تحديد العوامل التي تؤثر عليك في حياتك.
يجب أن تحدد لنفسك التوقيت المناسب لتقوم فيه بالتقييم، ويحدث ذلك بتركيزك على التقييم في الفترة بالكامل، ليس فقط في فترة قصيرة. فنحن نقع في كثير من الأحيان في هذا الخطأ، وهو أن التقييم إن كان يُفترض أن يشمل فترة طويلة كشهر مثلًا، فنقوم بالتركيز على الأسبوع الأخير قبل التقييم.
ولتضمن تقييم التخطيط الشخصي بنجاح، حاول أن تختار فترة زمنية تعرف أنك سوف تكون قادرًا على رصدها بالكامل. يُفضل في هذه الحالة أن تكثّف من اعتمادك على الكتابة، سواءً عند بداية التخطيط، أو أثناء عملية التقييم بشكل أساسي. فبدلًا من أن تحاول تذكر ما حدث في المستقبل، بواسطة الكتابة سوف تضمن نجاح هذه العملية دون أي مشكلة، وأيضًا ستكون مطمئن لأنك تسجل الأحداث والتغيرات أولًا بأول، بدلًا من انتظارك فترة التقييم لتتذكر كل هذه الأشياء، وقد تفشل في فعل ذلك بالجودة المطلوبة.
بعد أن تنتهي من مراجعة التخطيط الشخصي وتبدأ في تقييمه، يمكنك أن تعدل على الموجود به إن كنت تريد ذلك. وأيضًا يجب أن يكون هناك تقييم موازي يحدث لخطتك، بحيث تتابع عملية تنفيذك لأهدافك وتتأكد من أنك على الطريق الصحيح، وكذلك ترى إن كانت هناك أي تعديلات يجب عليك القيام بها.
من الأشياء الهامة كذلك التي يجب عليك أن تركز عليها أثناء التقييم والمراجعة، هي أن تجعل من نجاحاتك في التخطيط الشخصي وفي خطتك، وسيلة لتحفيزك لتتحرك نحو المزيد من التقدم، وهذا الأمر مهم بالنسبة لي، أن تكون هناك لحظات احتفال بالإنجازات التي نحققها، حتى يساعدنا ذلك في مزيد من التقدم مستقبلًا.
التخطيط الشخصي كما تحدثنا ليس مجرد كلام نذكره عن ذاتنا لنجعلها تبدو في أفضل صورة، بل هي معلومات حقيقية يمكنها أن تساعدنا في تغيير حياتنا إلى الأفضل إن أردنا ذلك، كل ما علينا فعله هو أن نكون صادقين مع أنفسنا بالشكل المطلوب، وفي المستقبل سوف نرى نتائج هذا الأمر على حياتنا، وكيف نجحنا في تطويرها إلى الأفضل.