مراقبة الواقع
تناولت مارسيا جونسون وزملاؤها بشكل منهجي على مدى سنوات موضوع مراقبة الواقع؛ بمعنى تحديد أي الذكريات قائمة على أحداث حقيقية وأيها نابعة من أحلام أو مصادر خيالية أخرى. وذهبت جونسون إلى أن الاختلافات النوعية بين الذكريات مهمة لتمييز «الذكريات الخارجية» عن «الذكريات المنتجة داخلياً». وهي تؤكد أن الذكريات الخارجية (١) تتمتع بسمات حسية أقوى، و(٢) أكثر تفصيلاً وتعقيداً، و(٣) توجد في سياق زماني ومكاني مترابط. من ناحية أخرى، ذهبت جونسون أيضاً إلى أن الذكريات تجسد آثاراً أكثر للعمليات المنطقية والتخيلية التي أنتجتها.
رغم أن جونسون وجدت دليلاً على هذه الاختلافات، فإن تطبيق هذه الاختلافات المقترحة كمعايير محددة يمكن أن يؤدي رغم ذلك إلى قبولنا بعض الذكريات بصفتها حقيقية، حتى عندما لا تكون كذلك. على سبيل المثال: أجريت دراسة في تسعينيات القرن العشرين طلب فيها من المشاركين استرجاع تفاصيل من شريط فيديو، وأن يبلغوا عن كل من (١) ثقتهم و(٢) وجود أو غياب تفاصيل وصور عقلية واضحة. واكتُشف أن التفاصيل والصور العقلية الواضحة قد رصدت بشكل أكبر وبتبليغات صحيحة حول ما قدم على شريط الفيديو. ومع هذا، فإن وجود صور قابلة للوصول إليها دفع الأفراد إلى أن يفرطوا في الثقة؛ وبالتالي أبلغوا بثقة أكبر عن تفاصيل خاطئة مصحوبة بالصور العقلية مقارنةً بتفاصيل صحيحة تفتقر إلى هذه الصور المصاحبة. تبدو هذه الاكتشافات وكأنها تشير إلى أنه لا توجد طريقة يمكن الاعتماد عليها للتمييز بين الذكريات «الحقيقية» و«المتخيلة».
ترتبط «مراقبة المصدر» بمفهوم مراقبة الواقع؛ أي القدرة على نسب مصدر ذكرياتنا بنجاح (مثل القدرة على التصريح بأننا سمعنا معلومة معينة (١) من صديق بدلاً من (٢) سماعها في الراديو). كما سنرى، يمكن أن تؤدي الأخطاء في نسب ذكرياتنا إلى عواقب خطيرة؛ على سبيل المثال: خلال شهادة شاهد العيان (ميتشل وجونسون، ٢٠٠٠).