مراقب أممي سابق: بدأ موسم الحج العربي إلى دمشق
أكد المراقب السابق في الأمم المتحدة المقدم المتقاعد من الجيش الجزائري، أحمد كروش، صواب المقاربة الجزائرية التي اعتمدتها منذ تفجر الأزمة في سوريا سنة 2011.
ووصف كروش في حوار مع صحيفة “الشروق” الجزائرية، إعادة فتح سفارات خليجية في دمشق بأنه “موسم الحج العربي”.
وردا على سؤال بخصوص التحول الذي طرأ في آخر العام 2018 إثر الزيارة التي قام بها الرئيس السوداني عمر البشير ولقائه الرئيس السوري بشار الأسد، وتباحث مدير المخابرات السورية مع نظيره المصري، وإعادة فتح الإمارات والبحرين سفارتيهما في دمشق، قال أحمد كروش “نعم لقد بدأ موسم الحج العربي إلى دمشق، ومعه رفع الحصار الظالم على الشعب السوري لمدة ثماني سنوات”.
وتابع قائلا: “ليت الوضع وقف فقط عند الحصار الاقتصادي والسياسي لكان أهون، إلا أن الحصار امتد لتبني العرب وتنفيذهم أجندة صهيونية غربية، إذ أتوا بالإرهابيين من كل مكان، مولوه، دربوه، زودوه بالفتوى، وأعطوه التغطية الإعلامية والغطاء السياسي، كما علقوا عضوية الدولة السورية في الجامعة العربية، وأصدروا قرارا بتسليح ما سمي بالمعارضة، والجامعة العربية برئاسة قطر أعطت كرسي سوريا إلى المعارضة، وفتحت لها سفارة في الدوحة”.
وأضاف كروش: “المعطيات الميدانية على الأرض الآن تغيرت، والجيش السوري يفرض سيطرته، وفتح السفارات يتوالى تباعا، وقد نشهد حتى دولا غربية قد تأخذ نفس الخطوة، والعرب يعشقون ما يفعله الغرب”، مضيفا “أظن أن الحصار رفع عن سوريا وشعبها”.
وفي ما يخص عودة سوريا للجامعة العربية، أكد المسؤول الأممي السابق أن كل العالم العربي والدولي يتحدث عن عودة قريبة للجامعة العربية ومن بابها الواسع، مبينا أن تونس وبالتعاون مع الجزائر والعراق وانضمام السودان والإمارات وربما التغيرات في الخارجية السعودية الأخيرة تمهيد لاتخاذ قرار قد يكون مشابها، متابعا بالقول إن دولا أخرى تبقى تدور كلها في الفلك السعودي والإمارات فحيثما مالوا تميل.
وأفاد في السياق بأن العودة ربما تكون سهلة إلا أنها ستكون الأصعب بالنسبة لقطر، حيث قال إنها الأكثر أذى لسوريا إلى أقصى الحدود، فكانت هي عراب قرار التجميد، وإعطاء كرسي سوريا للمعارضة السورية التي فتحت لها سفارة في الدوحة.
واستطرد بالقول إن الفيتو الروسي الدائم والمدعم أحيانا بالصيني في الأمم المتحدة حال دون تطبيق قرار من هذا النوع، ولو أن الجامعة العربية طالبت به رسميا لدى مجلس الأمن، لكنها لم تستطع الوصول إلى أمنيتها.
واختتم حواره بالإشارة إلى أنه مع تونس يمكن فعل الكثير، ولكن العنجهية التي تتمتع بها بعض الدول العربية، وعدم تعلمها النزول من فوق الشجرة إلا بالسقوط الحر، كون خطاب القيادة السورية على منصة الجامعة العربية مهما كان تمثيلها يغيظهم، ويعتبر إعلانا لا لبس فيه لانتصار سوريا، وانهزام مشروعهم ومشروع حلفائهم في المنطقة وهذا ما لم يستطيعوا مشاهدته.
المصدر: صحيفة الشروق الجزائرية