مرثية لنجم سقط في الأفول

مرثية.. لنجم سقط في الأفول

مرثية.. لنجم سقط في الأفول

الإهداء: إلى سميح القاسم..في رحيله القدري..
«مختلفون على كل شيء..لنا هدف واحد:أن نكون.. ومن بعده يجد الفرد متسعا لاختيار الهدف» (الشاعر الراحل خلف الغيوم سميح القاسم)
أيّها الموت:
كيف تسلّقت أيّها الموت فوضانا
وألهبت بالنزف ثنايا المدى
وكيف فتحت في كل نبضة من خطانا
شهقة الأمس
واختلاج الحنايا..
ثمّ تسللت ملتحف الصّمت مثل حفاة الضمير
لتترك الجدول يبكي
والينابيع،مجهشات الزوايا..؟!
* * *
سميح:
لِمَ أسلمتنا للدروب العتيقة
للعشب ينتشي لشهقة العابرين..
لٍمَ أورثتنا غيمة تغرق البحر
وأسكنتنا موجة تذهل الأرض
ثم رحلت؟!
فكيف نلملم شتيت المرايا..
نلملم جرحك فينا
وكيف نرمّم سقف الغياب
وقد غصّ بالغائبين؟
فهات يديك أعنا،لنعتق أصداف حزننا
وهات يديك إلينا،أغثنا
لننأى بدمائنا عن مهاوي الردى
فليس من أحد ههنا،سميح
كي يرانا..في سديم الصّمت،نقطف الغيم
ونزرع الوَجدَ
في رؤوس المنايا..
كاتب صحافي وعضو باتحاد الكتاب التونسيين
محمد المحسن

m2pack.biz