مرحلة المعارضة 1 – 4

في الفترة ما بين عامين ونصف وثلاثة أعوام، يكتشف الطفل ذاتيته، فإن يعرف أن الضمير “أنا” يعنيه، فهو لم يعد يقول “سعيد جوعان”، بلي يقلو: “أنا جوعان”. إنها نقطة البداية في إثبات وجوده.

وقد كانت أبسط طريقة لذلك حتى الآن، الإجابة بالنفي، عندما تطلب منه أن يحيي أحدا، أو أن يأكل، أو يتصرف بطريقة أو بآخري، إنه يجيب ب”لا”، وإن كان في قراره نفسه، يريد النطق بكلمة “نعم”، فمعارضته لهذا الأمر، أو ذاك الطلب، ليس لها في الظاهر سبب ذو قيمة، إنهما بكل بساطة، طريقة لإثبات وجوده، لكن هذا التصرف، يثير جفاء الكبار تجاه الطفل، وفي النهاية، يجد نفسه معزولا، وفي الوقت الذي يكون في أشد الحاجة إلي الحنان.

ويجب علي الأبوين التذرع بالصبر، ومحاولة منع تكرار الرفض، لكي يجولا دون حدوث سلسلة من الرفض، تنتهي بانفجار (فأعصاب الأبوين تثور، ويتحمل الطفل العاقبة). وإذا قال الطفل – علي سبيل المثال- لن آتي، تعين جذب انتباهه إلي شيء آخر، إلي أن ينسي إجابته بالنفي، أو أن نقول إنه مخطئ في عدم موافقة والديه، وإنه لو فعل، كان سيري الكلب، أو القط، أو أي شيء قد يثير اهتمامه، وأكبر الأزمات في العادة، تنتج من رفض الطفل تناول الطعام، فنجد الأم يساورها القلق، وتخشي أن يكون طفلها مريضا، وتعتبر هذا الرفض موجها لها، بصفتها كأم، لكن يجب ألا تضخم المشاكل بهذه الصورة.

فغالبا ما يعود الطفل بعد فترة، إلي تناول طعامه، وكأن شيئا لم يحدث، غير أنه يجب أثناء الأزمة، أن تتأكد من أنه قد تناول كمية كافية، حتى لو كان ذلك غير الوجبات العادية.