مركبات عضوية في التربة المريخية
تم العثور على مادة الكربون على سطح كوكب المريخ، حيث نُشرت ورقتان بتاريخ 7 يونيو في مجلة ساينس Science من قِبل باحثين في ناسا، قالوا أنهم وجدوا جزيئات عضوية يبلغ عمرها 3 مليارات سنة في الصخور المريخية، بالإضافة إلى الميثان في الغلاف الجوي للكوكب.
تقول جينيفر ايجينبرود Jennifer Eigenbrode وهي عالمة بكيمياء الأرض والأحياء في مركز طيران الفضاء غودارد لناسا في بيان لها: “سواء كانت تحمل تأريخًا لحياة قديمة أو كانت غذاء من أجل الحياة أو بقيت موجودة عند انعدام الحياة، فإنّ هذه المواد العضوية في المواد المريخية تحمل أدلة كيميائية لعمليات وظروف الكوكب.”
كانت المركبة الفضائية كوريوسيتي Curiosity منذ عام 2012 تجتاز سطح فوهة غيل Gale Crater، صعودًا إلى جانب جبل شارب Mount Sharp الذي يقع داخل الفوهة، والتي من المحتمل أن تكون بحيرة قديمة.
حفرت المركبة في الصخور الرسوبية التي تراكمت على مدى مليارات السنين، في أربع مواقع على سطح الفوهة، واستُخدِم فرن المركبة لتسخين هذه الصخور إلى درجات تزيد عن 900 درجة فهرنهايت، ومُرِّرَت الغازات الناتجة خلال مطياف الكتلة والذي حدد جزيئات عضوية سميت ثيوفنس Thiophenes؛ اعتمادًا على أوزانها.
وفقًا لمجلة ساينس، فإنّ هذه المركبات الحاملة للكربون والهيدروجين والكبريت لديها أنماط طيفية مشابهة لتلك الخاصة بالكيروجين Kerogen، وهو العنصر الأساسي للوقود الأحفوري الموجود في الأرض. في حالة المريخ، قد تكون هذه الجزيئات العضوية متشكلة بسبب البراكين القديمة للكوكب، أو من الممكن أن تكون بقايا حياة قديمة.
تقول ايجينبرود في البيان، أنّ اكتشاف كوريوسيتي للمواد العضوية بسماكة خمسة سنتيمترات فقط تحت السطح “يبشر بالخير”، كما عبّرت كرستين سيباخ Kirsten Siebach، وهي عالمة جيولوجيا كوكبية في جامعة رايس والتي لم تشارك في العمل، حسب صحيفة الغارديان The Guardian، بقولها: “يبدو أنّ هناك مستقبلًا واعدًا في سبيل حفظ حياة قديمة محتملة على هذا الكوكب.”
حصل الباحثون في دراسة أخرى على معلومات جديدة عن قياسات الميثان في الغلاف الجوي، وذلك من خلال ما قامت كوريوسيتي بتجميعه على مدى سنوات. أظهر التحاليل دورة موسمية سنوية في مستويات الغاز تشير النتيجة أنّ هناك، على الأرجح، خزان يُسرّب كميات أكبر من الميثان في فصل الصيف مقارنةً مع الشتاء.
كريستوفر ويبستر Christopher Webster، هو عالم أبحاث بارز في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا، ومؤلف مشارك في الدراسة. يتحدث لناشيونال جيوغرافيك National Geographic فيقول: “إنّ الملاحظات التي نراها لا تستبعد إمكانية وجود نشاط بيولوجي، لكن الدخان المندفع ليس منه.”
ومع ذلك تتحدث ايجيبرود مخبرةً مجلة Science: ” نحن في وضع جيّد حقًا للمضي في البحث عن علامات الحياة.”
هل نحن على مشارف اكتشافات جديدة على سطح الكوكب الأحمر؟ شاركونا رأيكم!